top of page



كانت ميمونة اميرة، ولدت ميمونة بنت عبدالله بن محمداسماعيل فطاني عام 1915م في مكة المكرمة، في البيت الكبير ببرحة الخردفوشي بالقشاشية. وكانت المولود االرابعة للشيخ عبدالله، وكانت الأجمل بين اخواتها الثلاث.
انتقلت ميمونة مع والديها واخوتها عام 1916م، إلى ولاية تيرينقانو بماليزيا، بهدف الاستقرار . توفي والدها بعدها بثلاث سنوات في فطاني عام 1919م وأعاد عمها الشيخ محمد نور الأسرة بأكملها إلى مكة المكرمة مرة اخرى. وفي عام 1924م قررت والدتها الانتقال مع ابنائها الى ترنقانوا مرة اخرى بالقرب وفي ارضهم في باليك بوكيت التي وهبها لهم سلطان ترنقانوا السلطان زين العابدين الثالث. وفي ذلك الوقت كان اخوهم يحي ذو الاثني عشر عاما كان هو رجل البيت، وكانت مسئولية كبيرة بالنسبة لطفل في سنه ولكنه استطاع ان يبدء بكسب عيشه له ولعائلته وان يبدء عمله الخاص من منزلهم في باليك بوكيت وذلك بطباعة مؤلفات جده محمد بن اسماعيل فطاني، والمعروف عن الشيخ يحي انه كان شخص جاد وصارم وشديد حتى مع واخواته الثلاث ميمونة واسيا وحفصة واخيه الصغير محمد كامل، هذه كان اجواء الوضع العائلي الذي أتربت وعاشت فيه ميمونة حيث لم يسمح لها بالالتحاق بالمدرسة سواء في مكة او ترنقانوا حتى اصبحت شابه في سن الزواج. ولكن قسوة اخوهم يحي ووالدتهم فاطمة عبدالرحمن على ابنائها ساعدت على صقل شخصية ميمونة تلك الفتاة التي قدمت من مكة المكرمة وتمثل شخصية واخلاق الفتاة العربية والتي كانت تجيد اللغة العربية هذا بالنسبة لاهل ترنقانوا يجعلها في مستوى اجتماعي مختلف.
كانت الفتاة ميمونة بسيطة مرحة تحب الضحك ولم يكن في بالها او قد حلمت انها يوما من ستكون تكون سيدة في القصر او قد تتزوج من احد سلاطين ذلك البلد الذي انتقلت اليه. لم تكن تعرف اوقد سمعت عن اي شيء يتعلق بالطبقة الحاكمة كل الذي كانت تعرفه هو داخل نطاق منزلها. ولكن الله قد كتب عليها ان تكون زوجة احد ابناء السلاطين.
عندما بلغت الثامنة عشر من العمر وفي التاسع من اكتوبر عام 1933م تقد لخطبتها الامير هيثم عمر ابن الامير مودا عثمان وكان يشغل وزير دولة في ولاية ترنقانوا بين عامي 1923م الى عام 1940م،وبعدها تولى منصب رئيسا للوزراء ولمدة عام. وفي عام 1937م عندما سافر سلطان ماليزيا السلطان سليمان لحفل تتويج الملك جورج السادس ملكا على بريطانيا نصب الامير هيثم ليصبح سلطان ماليزيا بالنيابة. واعطي لقب (تنكوا سيري سيتا راجا) ويحمل اللقب الى ان توفي، وبعدها تغير اسلوب حياة ميمونة بعد ان اصبحت فردا من العائلة المالكة. وسكنت القصور في (مقاطعة ايرجارنية) مجمع القصور الملكية المترامية الأطراف والتي تبلغ مساحتها 3 فدان محاطة بالاشجار المستوردة من بعض الدول الاسيوية المجاورة والمثمرة بالفواكه خاصة شجرة (بوكوك سيثيا) والحدائق المزينة بالزهور الوردية . ومع كل ذلك الخاصية الملكية التي اكتسبتها من زوجها مازالت عند اولادها واحفاده واقاربها تعرف, بعمه ميمونة، خاله، وعمتي نوه, اما ابنائها واحفادها الذين يعيشون معها في القصر فمعروفة عندهم (بماي) او سيتيي.
ميمونة لديها ابنة واحدة وهي تنكو ووك صفية تزوجت من تنكو أوانج حسن بن تنكو علي المعروف أيضًا باسم تنكو ليلا سيجارا ولديها عشرة أطفال، تنكومصطفى، تنكومحمد سالم، تنكوعبدالله، تنكوإنتان مورني، تنكوكمال الدين، تنكوشمس الدين، تنكوفاطمة مورني، تنكوعدنان والتوأم تنكوأمير و تنكوأميرة. وتقلد زوج تنكوصفية اعلى منصب بولاية ترنقانوا وهومنصب و(زيردولة لولاية ترنقانوا) حتى وفاته. ميمونة لم يكن لديها سوى ابن واحد وهو تنكوجليل المعروف باسم تنكوسيري بيجايا راجا الذي تزوج والذي تزوج من تنكو خالدة بنت تنكو حسين من العائلة الملكية لولاية سمبلان. تنكوجليل (تنكو سيري بيجايا راجا) لديها ابنتان تنكو علوية تنكو فتحية، وولدان تنكو عمر حسين وتنكو فاروق حسين الذي منحه السلطان ميزان نفس لقب الأب الراحل (عبدالجليل ) لقب تنكو سيري بيجايا رجا وعين وزير دولة لولاية تيرينجانو في عام 2021
تزوج سلطان ترنقانو السلطان شمس الدين من تنكوامبوان انتان زهرة بنت السلطان هيثم (ربيبة ميمونه) لتصبح السيدة الاولى في قصر سلطان ماليزيا 1965م – 1970م.
انتقلت ميمونة من القصر بعد وفاة زوجها السلطان هيثم عمر ابن السلطان مودا عثمان عام 1945م، الى حيث تسكن والدتها (فاطمة عبدالرحمن) لتعتني بها الى ان توفت والدتها عام 1967م.
ميمونة واولادها واحفادها كجزء من أفراد العائلة المالكة يسكنون القصر هم يتمتعون بالعديد من الألقاب الرسمية التي يُعرفون بها. ولذا حرصت ميمونة على استعمال تلك الالقاب عند مخاطبتهم لاحد ابنائها او احفادها ليتماشا مع معايير وثقافة قصر العائلة المالكة فكانت تخاطبهم بلقب تنكو مع اسمائهم المعطاه. ولكن عند التحدث إلى عضوا من العائلة المالكة، سيكون ضمير الطرف الأول المستخدم هو (باتيك) . قد لايهتم بعض الاشخاص بالالتزام بهذه الادبيات والتوقير. كانت ميمونة تتعامل مع كل الحالات كزوجة سلطان او تتعامل مع مستوى عامة الشعب وكذلك مع اقاربها من يحملون لقب وان او نيئ بلباقة ولطف كسيدة من الطبقة الراقية، ولكن بحزم بعض الاحيان عكس اخوها يحي الذي كان صارما وحازما طوال الوقت. وعندما اضطرت اختها حفصة الى مرافقة زوجها الى مدينة بورت كالانق تركت اثنين من اولادها وان زكي ووان محمود مع خالتهم ميمونة في قصر ايرجرنيه وبالتالي كلاهما عاشا أسلوب حياة أكثر صرامة مع خالتهم ميمونة وعندما تطلب منهم امرا عليهم الانصياع و كانت حريصة علي جميع مناحي حياتهاعلى ان كل شيئ كانت تتذكر كل شيء مكانه ويجب ان يكون منظم ومرتب ونظيف وفي مكانه، وكانت جادة وحازمة في تطبيق النظام كما ذكرت ذلك بنت اختها (ناجية)، ولقد ورثتا هذه الطباع حفيدتيها تنكوانتان وتنكوفاطمه (توتي)، او انهم ورثاها من والدهم السلطان هيثام. في كل الاحوال نظام القصر يطبق على الجميع. مما جعل ميمونة واحفادها مختلفين عن الاخرين.
بعد وفاة زوجها السلطان هيثام عاشت بعده لمدة 59 عام تربي اولادها واحفادها حيث ان والدتها عاشت بعد وفاة زوجها 48 عام وكانت ميمونة ترعى والدتها الى ان توفت، بعدها عاشت ميمونة وحيدة في منزل متواضع بسيط بعيدا عن القصر ولمدة 37 عام، و كانت خلالها ميمونة كانت كثير ما تقوم بزيارة اختها اسيا في مكة المكرمة لمدة ثلاث الى اربعة اشهر وكانوا بنات اختها يسعدون كثير بهذه الزيارة والاستمتاع بالطبخ الماليزي الذي كانت تطبخه لهم بنفسها، وكثير ماتعتبر وجودها في مكة هو موطنها الاصلي فهي تحمل الجنسية السعودية وتعيش بين اهلها منهم نفيسة بنت صالح فطاني زوجة اخيها يحي وكثير ماكانو ابنائها وبناتها يرحبون بعمتهم فهي تقاسم وقتها بين المكوث عند اختها او بين اولاد وبنات اخيها يحي. حيث الجميع يعيشون في البيت الكبير ذات الطوابق الستة والقريبة من المسجد الحرام والكائن في حي القشاشية برحة الخندفوشي كل ذلك يجعلها تشعر انها في بيتها بين اهلها كما كانت تشعر وهي في ترنقانوا. اما بخصوص النفقة فكان يدفع لها من نصيبها في وقف اجدادها عن كل يوم تمكث فيه في مكة المكرمة.
كان الجميع في مكة المكرمة يعشقون المأكولات الماليزية والفضل يرجع لتواصل الماليزيين باقاربهم بمكة المكرمة مثل ميمونة واسيا ونفيسة، والان اصبحت المأكولات الماليزية جزء من تراثهم مثل الاسات، روجوك، الشندول، وناسي كرابو مع البودو. كل تلك الاسماء من المأكولات الماليزية تعرفها الاجيال الحاضرة اندهش الماليزيين وذلك عند ماطلبها بعض الاقارب من مكة في الملتقى الثاني لاحفاد الشيخ محمد بن اسماعيل عام 2017م في بيسوت ترنقانوا.
كانت ميمونة تحب زيارة المسجد الحرام ومسجد رسول الله بالمدينة والسلام عليه (صلى الله علية وسلم) فهي دائما تردد لعل خطواتها توافق مكان خطوات رسول الله من قبل 1400 عام . وذلك لحبها لرسوله صلى الله عليه وسلم.
حافظت ميمونة على علاقة وثيقة مع السلطانة زينب (زوجة زوجها السلطان هيتام)، حيث كانت تتبادل معها بانتظام الهدايا والطعام كعلامة على التواصل والمودة بينهما. وكذلك مع بنت زوجها السلطانة امبوان انتان زهرة وكانا يحضران حلقات الدروس الدينية والتي كانت تقيمها بنتها تنكوصفية (تنكو ووك) بنت السلطان هيتام عمر في بيتها الكائن في شارع وايرلز بترنقانوا كل صباح يوم الجمعة والسبت, وكانت السلطانة امبوان انتان زهرة كثيرا ماتصحب ميمونه معها لاداء مناسك العمرة وفي مرة من المرات اصرت السلطانة على ان تقوم بدفع عربية ميمونة في السعي مما وقد تاثرت لهذه البادرة تاثيرا عظيما بسبب لفتة الاحترام والحب لميمونة من التي كانت السيدة الاولى لماليزيا في وقت لاحق. والمعروف عن ميمونة تواضعها بالرغم من وضعها الاجتماعي زوجة للسلطان هيتام عمر وكانت تستخدم المواصلات العامة واحيانا استخدام الريكشوا (دراجة هوائية بثلاث عجلات يسحبها شخص) مثل اي شخص من ترنقانوا ولاتحب التكلف او ان تكلف على الاخرين.
كانت ميمونة حريصة على ان تستثمر ثرواتها بذكاء وكانت بحسها تعرف اهمية العقارات في تلك المناطق، وكانت تهتم بالعروض المتوفرة للاراضي وتعاين مواقعها واذا كانت في حالة عدم الشراء فانها كانت تقنع اختها حفصة بشرائها واذا لم تكن حفصة تشتريها فان حفصة تقنع ابنائها او بناتها لشرائها
ومع تقدمها في السن، وبينما تحكي قصة طفولتها الى دخولها قصر ايرجنة .لا يسع إلا أن تعجب بتقاسيم وجهها الجميل اللامع الناعم بينما تستمع إليها تقص حكايتها فقد كانت تقضي ساعات وأحيانًا حتى وقت متأخر من الليل، تتحدث عن حياتها في ايا بونجا، باليك بوكيت، موك بير، جالان وايرلس، وحياتها في قصر ايرجيرنه واخير ذكرياتها في البيت الكبير في القشاشية بمكة المكرمة، وعن أفراد عائلتها هناك في البيت الكبير بمكة والذين تتفاخر بمعرفتهم جيدًا وتقوم بتوضيح الصلة بالاشارة الى شجرة العائلة. وكأن وجهها يعلوه السرور كلما ذكرت احدهم من له مكانة في قلبها. تشعر من يستمع اليها في كل قصصها ان كل ذلك وكأنه كان حلم جميل عاشته وتحاول تقنع نفسها به، كل ذلك كانت حقيقة عاشته فعلا فصلا فصل وبابا باب في تلك القصة الجميلة، وكانة تقول الحمد لله على كل النعم والفضل الذي انعم الله عليها به بفضل برها بامها.
عاشت وحيدة بعدما توفتوا كل اخوتها واخوانها فقد توفت حفصة عام 1986م بعدها بعشر سنوات توفت اختها اسيا بمكة المكرمة عام 1996م، وتوفى اخوها محمد كامل عام 1999م وبنهاية القرن الميلادي تكون ميمونة اخر ابناء الشيخ عبدالله بن محمد اسماعيل بقي على قيد الحياة. عاشت ميمونة حتى بلغت من العمر 88 عام وتوفت في منزل بنتها تنكو صفية في كوالا ترنقانوا عام 2004م وبهذا انتهت قصة حياة الشخصية المميزة في عشيرة محمد بن اسماعيل التي اضاءة بحياتها قصر سلطان ترنقانو يوما من الايام. وشارك في مراسم جنازتها احفادها والاقارب ومعارفها ومعارفها كما شاركت في مراسم الجنازة جلالة السلطانة حجة تنكو باريه . دفنت ميمونة في مقبرة الشيخ ابراهيم بجانب قبر اختها حفصة ووالدتها فاطمة عبدالرحمن ومحمد كامل الاخ الاصغر. رحم الله عمة ميمونة بنت عبدالله بن محمد اسماعيل فطاني (تنكو ميمونة)
bottom of page