top of page

سير وتراجم ال فطاني

اسمه ونسبه: هو داود ابن عبدالله ابن ادريس (سنيئ) فطاني.
  ولادته:  المكان: ولد الشيخ في قرية باريت سينقاي بالقرب من كرسيك بولاية فطاني جنوب تايلند.
الزمان: ولد الشيخ داود عام 1183هجري الموافق لعام عام 1769 ميلادي.
  نسبه:  داود ابن عبد الله ابن إدريس (المعروف باسم توك وان دراشيد أو الشيخ وان سينيئ الفطاني) ابن أبو بكر (فقيه علي) يرجع نسبه الى (السلطان عبد الحميد شاه ابن السلطان مظفر ولي الله) ووالدته هي فاطمة ابنة وان سلامه، ابنة توك باندا وان سو يلتقي نسبها مع الشيخ عبد الله في الفقيه علي. داود ابن عبد الله ابن إدريس (المعروف باسم توك وان دراشيد أو الشيخ وان سينيك الفطاني) ابن أبو بكر (فقيه علي) 
  نشأته :   نشأ الشيخ داود الفطاني في قرية كرسيك بمملكة فطاني جنوب تايلند تلقى تعليمه الأساسي على يد كلا من والده الشيخ عبد الله وجده الشيخ إدريس وكانا من كبار العلماء في كريسيك بولاية فطاني جنوب تايلند. كما تعلم في مختلف المدارس في كرسيك بولاية فطاني وكانت تسمى (Pondok)  (اكواخ العلوم الاسلامية) في ولاية فطاني منها بوندوك كوالا بيكاه، بنودوك كيرسيك، بنودوك ساملاه، بوندوك بواه بوك. كان الشيخ عبد الرحمن بوه بوك وبعض العلماء جاءوا من اليمن (حضرموت) وتركيا وسوريا يقومون بالتدريس فيها.
 في عام 1200هجري وفي سن السابعة عشر من عمرة تزامن ذلك مع ھجوم السیامیین على فطاني في نوفمبر عام 1786م ، وكانت نتیجة ھذا الھجوم أسر كثیر من الأسر الملكیة ومنھا أسرة الشیخ وحدث فیھا إحراق المساجد والمدارس الإسلامیة وكان الشیخ وأسرته قد لجأوا إلى إندونیسیا عن طریق قریة بولو ديونق  في ولایة ترنجانو مالیزیا، انتقل الشيخ داود الى مدينة اتشيى في اندونيسيا ليتلقى العلم على يد العلامة الفقية محمد زين بن الفقيه جلال الدين العشي من كبار الباحثين في عهد السلطان علاء الدين محمود شاه لمدة عامين حيث تخرج ليصبح عالما في الفقه.
هجرته الى مكة في طلب العلم:
في عام 1202 هجري، انتقل الشيخ داود إلى مكة المكرمة لمواصلة دراسته الشرعية حيث انضم الى لفيف من علماء فطاني الذين كانوا يتلقوا العلوم الشرعية والفقه والتوحيد بالحرم المكي منهم علي بن إسحاق فطاني وفضيلة الشيخ محمد صالح بن عبد الرحمن فطاني. بينما في هو في مكة المكرمة أسس الشيخ داود جمعية المجتمع الملايو (لطلاب جنوب شرق آسيا). درس الشيخ داود مع العلامة عيسى بن أحمد البراوي ولفيف من طلبة العلم من الارخبيل الملايو وفطاني وماليزيا منهم الشيخ عبدالصمد فلمبان، محمد أرشد بنجر، عبد الرحمن البطاوي، ومحمد نفيس، وعبد الوهاب بوقس. وكان الشيخ داود يلقب بالمعلم الشاب. استقر في مكة حوالي 30 عاماً للدراسة  وسافر لطلب العلم ما بین مكة المكرمة والمدینة المنورة وفي وقد مكث في المدینة .( المنورة لمدة خمسة أعوام)
كفاحه: ومن خلال مكوثه في مكة المكرمة زار فطاني ثلاث مرات كانت كالآتي:
1] من خلال زیارته إلى قصر السلطان سمباس في كلیماتن بإندونیسیا أخذه ]
مروراً إلى دیار أھله في فطاني وكان ذلك في عام 1832 م.
قدومه إلى فطاني مصحوباً مع بعض المجاھدین للجھاد في سبیل الله للدفاع عن بلده فطاني من الھجمات السیامیة وكان ذلك ما بین عامي 1831 م- 1832 م.
.( 3] رجوعه لزیارة أھله في ترنقانو ما بین عامي 1845 م- 1846 م
علمه:   تلقى علم الحديث واسناده على يد الشيخ العلامة عيسى البراوي وبعض العلماء البارزين، مثل عبد الله البصري، علاء الدين البابي، زكريا الانصاري وشمس الدين رملي وتعلم على يد الشيخ محمد صالح بن عبد الرحمن فطاني علم التصوف. ودرس الفقه (مقارنة في المذاهب).
وبالرغم أنه لم يذهب إلى مصر، تمكن الشيخ داود ان يتعلم على يد بعض علماء الازهر المصريين مثل العلامة العالم الشهير (الشرقاوي شيخ الأزهر) عندما جاء إلى مكة وكان معروفًا في مجال الحديث والشريعة والصوفية ودرس أيضًا الفقه على يد الشيخ محمد علي الشنواني خليفة الشيخ الشرقاوي شيخ الأزهر. بصرف النظر عن هؤلاء المعلمين، فقد زامل وتعلم الشيخ داود من العلماء الكبار الآخرين بما في ذلك محمد أسعد وأحمد آل مرزوقي، وإبراهيم الريس الزمزمي المكي. محمد أحمد الأسعد وأحمد المرزوقي
لم يتردد الشيخ داود في استكشاف المدارس الدينية المختلفة علانية ومنها فقه الشافعية وطارقة الشاذلية.
من بين المعلمين المذكورين في مخطوطة للشيخ داود فطاني الذي عثر عليها الشيخ محمد بن إسماعيل فطاني عام 1895م.
ملخص عن مؤلفات الشيخ داود:
ذكر محمد الصاوي (620:2005) ان الشيخ داود ألف كتبا في شتى المجالات شملت معظم فروع العلوم الإسلامية منها العلوم الفقهية، الفقه بشكل عام، العبادة، التوحيد، الالوهية، الحياة اليومية للمسلم، واجب المسلم على إخوانه من المسلمين وغير المسلمين، تعليم الصلاة، الأعمال، الفرائض في والزواج والطلاق.
كان الشيخ داود فطاني واحدًا من أشهر المؤلفين الذين غمروا المكتبات بالكتب في المذهب الشافعي في أرخبيل الملايو. وقد اعترف بمكانته في مجال الكتابة من قبل العلماء في عالم الملايو. وفقًا لفورهوف ، فإن الشيخ داود فطاني هو أشهر باحث في فطاني بالإضافة إلى أنه الأكثر إنتاجية في المنطقة بسبب العديد من الكتابات التي أنتجها (فورهوف ، 1965). من بين أعماله الأكثر شهرة: بغية الطالب، البهجة السنية، منية المصلي، فروع المسائل، وهداية المتعلم، وعمدة المعلم. ويستمر طبع هذه الكتب ونشرها الى العصر الحالي.
قراءة متأنية في كتب الشيخ داود:
يعتبر الشيخ داود من أشهر علماء الفطانية ومؤلف غزير الإنتاج، ألف العديد من الكتب في شتى العلوم الاسلامية (Vorhoeve ، 1965: 154-155). كان أول عمل له في مكة في العام 1224هـ، بينما كان آخر كتاب الفه كان عام 1258 هـ (ماثيسون وهوكر ، 1988: 28) (5).
من خلال سرد مجموعة الكتب التي الفها الشيخ داود وأجاز طباعتها او ساهم في طباعتها. من تحليل المحتوى، قدم الشيخ داود مساهمة كبيرة في مجال الكتابة. كان مجال الكتابة يركز على الفقه (الفقه) الذي يمثل 30 ٪ (16 كتابا). تلا ذلك عمل الإيمان ، أي 23٪ (23 كتابًا) والصوفية بنسبة 21٪ (11 كتابًا) ، والأخلاقيات 12٪ (7 كتب) ، والعبادة 11٪ (6 كتب) ، والأدب 9٪ (5 كتب) والتاريخ 6 ٪ (3 كتب). من التحليل الذي أجري فإنه يدل على أن الشيخ داود ساهم في كتابة والنشر في الفقه الإسلامي (الفقه).
من أشهر مؤلفاته الأعمال المدرجة في المجالات الاتية:
كتب الشيخ داود بن ادريس
۱. كفاية المحتاج (۲۷ محرم ۱۲۲٤ هـ).
٢. ايضاح الباب (٩ ربيع الأول ١٢٢٤هـ).
٣. غاية التقريب (٥ صفر ١٢٢٦ هـ).
٤. نهج الراغبين (١٢٢٦ هـ).
ٰ٥. بلوغ المرام (ربيع الأول ١٢٢٧هـ).
٦. غاية المرام (٥ ذو القعدة ١٢٢٩).
٧. الدر الثمين (١٧ شوال ١٢٣٢هـ).
٨. كشف الغمة (٢٠ ربيع الأول ١٢٣٨هـ).
٩. جمع الفوائد ( ٢٧جماد الأول ١٢٣٩هـ).
١٠. كنز المنن (۲۳ ربيع الثاني ۱۲٤٠ هـ).
۱۱. منهاج العابدين (۱٥ جماد الثاني ١٢٤٠ هـ).
١٢. منية المصلي (١٥ ذو الحجة ١٢٤٢هـ).
١٣. هداية المتعلم (١٢ مجاد الثاني ١٢٤٤ هـ).
أساتذته وزملاؤه:
. شيخ حسن بن إسحاق، (توان حسين بسوة).
. شيخ وان موسى، كوتبارو، كلنتن. ماليزيا.
. شيخ زين الدين، أتشى اندونيسيا.
. شيخ اسماعيل بن عبدالله، منكابوا.
ٌ. شيخ محمد زين الدين بن محمد بدوي، سمباوة.
. شيخ أحمد خطيب بن عبد الغفار، سمبس.
. شيخ وان عبدالله بن محمد امين (فولو ديوغ ، ترنغانوا.
. حاج عبد الصمد بن فقيه حاج عبدالله، فولي چوندوڠ، كلنتن.
. حاج جمال الدين بن لبي محمد، فريغة، كلنتن.
. سلطان محمد صفي الدين، نڬري سمباس.
. الشيخ عطا الله
.  فضيلة الشيخ محمد زين بن فقيه جلال الدين العشي.
.  الشيخ محمد بن عبد الكريم السماني المدني.
. السيد سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل.
هناك العديد من المعلمين الذين لم يذكروا بعد، الاحتمال هو أنهم كانوا آخر المعلمين في عصر متأخر وكما انه كان كثير من العلماء اللذين تتلمذ الشيخ داود على ايديهم بمكة المكرمة الا ان هناك بعض العلماء في مناطق أخرى منهم الشيخ العالم عبد الرحمن بوه بوك بقرية كيرسيك بولاية فطاني، وفي المدينة المنورة أيضا علماء مثل الشيخ عبدالصمد فلمبان، الشيخ محمد أرشد بنجر. والشيخ محمد مدني ياسين بن عيسى فادن. وكما درس الشيخ داود الفطاني الأزهرية في شرح مقدمة الاجرومية للسيد سليمان بن يحيى بن عمر بن مقبول الأهدل، شقيق السيد عبد الرحمن بن يحيى الأهدل.
  وفاته:   توفي الشيخ داود فطاني عن عمر يناهز اثنين وثمانين عاما قضاها في العلم والتدريس والتأليف ونشر الكتب والدعوة الى الله. هناك العديد من الآراء حول تاريخ وفاته. ذكر اسماعيل شيء داود في كتاباته أن الشيخ داود توفي رحمه الله سنة 1263هـ/1847م. قال سيف الله محمد الصاوي أيضا أن تاريخ وفاته عام 1265هـ/1847م،ودفن بجانب قبر عبد الله بن عباس رضي عنه في الطائف.

الشيخ داود بن ادريس فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

(A3) محمدكامل عبدالله فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

الشيخ محمدنور فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

(A4) ميمونة عبدالله فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

عبدالله محمد اسماعيل فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

(A5) حفصة عبدالله فطاني

اسمه ونسبة: هو العالم الشيخ محمد ابن إسماعيل ابن أحمد إدريس فطاني
لقبه: لقب الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ الفطاني بالشيخ‏ نئ مت كشيل فطاني (الشيخ‏ مـحمد صغير)، كان اللقب محصوراً في نطاق عائلته ثم انتشر بين الناس. وكذلك كان يلقب بـ (الشيخ‏ الداودي الفطاني)، لأن الشيخ‏ داود يعتبر من أوائل العلماء من المنطقة الملايوية، أو ربما لأن الشيخ‏ داود هو من قام بتربيته ورعاه منذ الصغر، إذ كان الناس يعتبرونه ولداً للشيخ‏ داود فطاني، وذلك من واقع انه تربى على يده والحقيقة إن ألشيخ داود هو عم والدة الشيخ محمد بن إسماعيل والشيخ داود أخ الشيخ‏ إدريس والد (وان زينب) والدة الشيخ‏ محمد بن إسماعيل
 ولادته:  المكان: قرية فولو دويوع، ولاية ترنقانوا، ماليزيا.
الزمان: 1260هـ / 1844م.
وكان سبب ولادته في ماليزيا أن الحرب كانت قد اندلعت في مملكة فطاني بالتعاون مع قدح، وكلنتن، وترنقانوا، لمواجهة عدوان مملكة سيام، واستمرت الحرب مدة طويلة ،وفي عام 1832م سقطت مملكة فطاني في غارة عارمة شنّتها الجيوش السيامية، وبذلك أصبحت فطاني تحت الإدارة السيامية مباشرة، وفي غضون ذلك حدثت المذابح، والقتل ،والأسر، وهرب الكثير منهم إلى قدح، وكلنتن، وترنقانوا . وكان الشيخ‏ إسماعيل‏ بن أحمد (والد الشيخ‏ مـحمد ‏) قد هاجر مع زوجته وان زينب إلى ترنقانوا، وتحديداً الى قرية فولو دويوغ. وكانت ولادة الشيخ‏ محمد‏ في تلك القرية.
نشأته : نشأ الطفل محمد بن إسماعيل‏ في كنف والديه في طفولته الأولى في قرية فولو دويوغ في ولاية ترنقانوا، ثم عادت العائلة إلى فطاني. وفي سنة 1845م، كان الشيخ‏ داود الفطاني قد قام بزيارة لفطاني لزيارة الأهل والجذور، قادماُ من مكة التي كان قد رحل إليها لطلب العلم. وفي هذه الزيارة ارتأى الشيخ‏ داود أن يصحب معه إلى مكة المكرمة سبط أخيه الشيخ‏ وان إدريس، وكان السبط  (محمد بن إسماعيل‏) لم يتجاوز السنتين من العمر. فأتى به إلى مكة المكرمة، وعاش الطفل محمد بن إسماعيل‏ في كنف الشيخ‏ داود فطاني وتحت رعايته وتربيته، حتى وافه الأجل عام 1847م وقيل 1848م.
تعليمه : كانت بداية انطلاقة محمد بن إسماعيل‏ في طلب العلم في سن مبكرة في مكة المكرمة فشب على حب العلم والحرص على النيل من موارده ومصادره منذ نعومة أظفاره. بدء‏ مشواره التعليمي صغيرا، مما كان سبباً مباشراً في نبوغه المبكر.
فبعد وفاة الشيخ‏ داود فطاني بدء الطفل محمد بن إسماعيل‏ الداودي الفطاني في تلمس دروب العلم والمعرفة، فجلس إلى الشيخ‏ عبد القادر بن عبد الرحمن الفطاني (وهو ابن خالته وان فاطمة). فدرس على يديه العلوم الدينية المختلفة في أصول الفقه، التفسير، وغيرها من العلوم الدينية ثم درس على يد الشيخ‏ عبد الله بن ابراهيم فطاني.
ودرس على يد الشيخ‏ محمد، وهو من الشيوخ الذين كانوا موجودين آنذاك في جبل هندي بمكة المكرمة في الوقت نفسه. هذه الجهود التعليمية في تلك السن المبكرة جعلت من الشاب محمد بن إسماعيل‏ عالماً معروفاً في عدد من جوانب العلوم الدينية، ثم أصبح الشيخ‏ محمد معروفاً ومشهوراً في مجالات التأليف، والترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الجاوية الملايوية. فأضحى في مدة وجيزة وهو مازال في ريعان الشباب ،أحد العلماء الفطانيين المتميزين المعروفين في مكة المكرمة بسعة العلم والباع الطويل في مجال العلوم الدينية.
شيوخه : من بواكير شيوخه في السنوات الأولى من بداياته في طلب العلم في سن مبكرة:
الشيخ‏ داود الفطاني، وهو من جاء به إلى مكة وعمل على رعايته وتربيته وتعليمه  (ت 1847م.)
الشيخ‏ عبد القادر بن عبد الله الفطاني  (ت 1260هـ/1844م.)
الشيخ‏ عبد الله بن إبراهيم بن طاهر فطاني  (ت 1286هـ /1869م.)
الشيخ‏ عبد القادر بن عبد الرحمن  ( ت 1316هـ /1898م.)
العديد من العلماء الذين اخذ عنهم الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ في مكة المكرمة ،ولكن المصادر المتاحة لم تورد أسماء هؤلاء الشيوخ (73).
تلاميذه: قام الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ بتدريس العديد من أهل فطاني وماليزيا واندونيسيا، واهل جنوب شرق أسيا (مضيق الارخبيل) بصورة عامة الموجودين في المملكة العربية السعودية ،وبخاصة في بلاد الحجاز وفي الحرمين الشريفين، وكان ذلك في أواخر القرن التاسع عشر إلى أوائل القرن العشرين الميلادي. ويمكن الوقوف على حقيقة هؤلاء التلاميذ عند إسماعيل‏ جئ داود، وكذلك عند روياه وان سوه فكل هؤلاء التلاميذ قد اخذوا عنه علوم التوحيد، والفقه، والبلاغة، وفضائل الأعمال  (93). فقد كان تلاميذه كثر.
عقيدته :
لقد اهتم الرسول أولاّ بإصلاح العقيدة وذلك من واقع ا‏ن التوحيد هو الأساس الذي تبنى عليه كل الأعمال صحة وقبولاّ.
وهذا نهج الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) إذ كانوا يبادرون دعواتهم بإصلاح العقيدة أولا. قال سبحانه وتعالى ا‏مَنَ الرَّسُولُ بِمَا ا‏نْزِلَ ا‏لَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمؤ‏مِنُونَ كُلٌّ ا‏مَنَ بِاللهِّ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ احد مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَا‏طَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبّنَا وَا‏لَيْكَ الْمَصير.
فقد أشار الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ إلى عقيدته المبنية على ما يعتقده أهل السنة والجماعة بقوله: ( نسأله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وأحباءنا عند الموت ناطقين بكلمتي الشهادة عاملين بها), فقد كان رحمه الله حريصاً على غرس العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين، تلك العقيدة السليمة التي تستمد من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله.
وعلى هذا الأساس فقد كان مذهبه الفقهي هو مذهب الإمام الشافعي رحمه الله. وقد أشار الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ إلى ذلك بكل وضوح في كتابه بقوله: (أما بعد، فيقول العبد الفقير الفاني محمد بن إسماعيل‏ داودي الفطاني، قد سألني بعض المحبين أن اجمع له أحاديث‏ فضائل طالب العلم وأحاديث‏ زجر تارك الصلاة وما لابد منه من الأبواب الفقهية على مذهب الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه مترجمة (باللغة الجاوية) (24).
 أعماله وإنجازاته وآثار جهوده في الدعوة الإسلامية:
من واقع مكانته العلمية في مكة المكرمة، وقد اضحى أحد العلماء الفطانيين الكبار ،فقد كان للشيخ‏ محمد بن إسماعيل دور بارز في مجالات الدعوة الإسلامية، وذلك من خلال عدة محاور أبرزها دروسه الدينية التي كان يبثها في حلقات الدرس سواء في الحرم المكي أو في منزله، فضلاً عن تأهيله لتلاميذه ،إلى جانب التأليف والترجمة من اللغة العربية إلى الجاوية.
وقد أثني العلماء الأجلاء على جهوده في هذا المجال، وبخاصة تلاميذه الذين انتشروا في بقاع الأراضي الجاوية الملايوية، حين رجعوا إلى بلادهم (جزيرة الملايو) فقد قاموا بإنشاء المدارس الدينية (يطلق عليها فندق)، مما ساعد في نشر الدعوة والعلوم الدينية. وقد ساعده في القيام بتلك الدعوة والجهود الدينية ما كان يتميز به من صفات التقى والورع والكرم والتواضع، محبوباً لدى الجميع، موفقاً لفعل الخيرات، فأستفاد منه الكثيرون من طلاب الدعوة الدينية، وبخاصة أبناء ملايو الذين كانوا يقيمون في مكة لطلب لعلم ثم عادوا إلى أوطانهم وعملوا في مجال التعليم الديني والدعوة الإسلامية.
جهوده العلمية:
كانت جهوده بارزة من خلال التعليم، التأليف، النشر العلمي والترجمة. ففي الناحية التعليمية، فقد تميز في عدة جوانب من العلوم الدينية والعربية ،فلذلك فإنه يعد من الذين انعم الله عليهم بالمكانة العلمية المرموقة والبيان العالي والذي كان يتفوق به على الكثيرين من معاشريه. فكان له درس يومي لتلاميذه، سواء في بيته أو في المسجد الحرام، وأحيانا كان لا ينقطع عن التدريس حتى في سفره مع تلاميذه. فكان يقوم بتدريس علوم التوحيد، الفقه، والبلاغة، إلى جانب فضائل الأعمال.
أما في مجال التأليف والنشر فقد اشتهر الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ بكثرة التأليف ،فانتشرت مؤلفاته، وبخاصة في جزر الملايو. فقد كانت مؤلفاته جليلة في محتواها، مفيدة لتلاميذه ومجتمعه. وقد كانت كتبه تحظى بقبول كبير واحترام وتقدير وبخاصة في انحاء المناطق الملايوية .إذ أن مؤلفاته كان لها الأثر الكبير في أبناء تلك المناطق.
قال عزمان تئ عالي عن هذه الجهود التأليفية: كان الشيخ‏  (محمد بن إسماعيل‏) أحد علماء فطاني المشهورين. وله عدة مؤلفات منها: (مطلع البدرين ومجمع البحرين)، وقال عنه بعض الماليزيين  (من تعلم هذا الكتاب فهو ناج من النار في الآخرة بمشيئة الله، لما اشتمل عليه من العقائد وعلوم الفقه. وكان يقصد بالبحرين: البحر الأول هو العقائد ،والبحر الثاني هو علوم الفقه).
​أشهر مؤلفاته :
 للشيخ‏ مـحمد بن إسماعيل‏ (رحمه الله) عدة مؤلفات علمية في أصول الدين، والفقه ،والتاريخ، والفلك، والفتاوي، وكلها موجودة في مجموعة كتب علماء فطاني ومنها:
(مطلع البدرين ومجمع البحرين): يشتمل على أركان الإيمان، التوحيد، والفقه، طبعتها الثانية في مكة المكرمة في رجب 1315 هـ. الموافق 1897 م.
(وساح الأفراح وأصباح الفلاح):  يشتمل على أركان الإيمان والإسلام،  والفقه، وبعض الفوائد التي تتعلق بأمور الدنيا وأمور الآخرة، وهو مطبوع في بمصر مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، في ذي القعدة 1324هـ الموافق 4291.
(البهجة المرضية في الفوائد الأخروية) المترجمة إلى الملاوية في مكة: يشتمل على فضائل الذكر، والصلوات، والدعاء، وهو مطبوع في دار الطباعة المصرية لصاحبها سليمان مرعي.
(الكوكب الدري في النور المحمدي)، المترجمة إلى الملاوية في مكة: يشتمل على خلق الله ادم وحواء عليهما السلام، وخلق الله العالم، وبيان ما يتعلق بقصة المعراج، وهو مطبوع في مكة المكرمة 1322 هـ الموافق 1904 م.
(الدرّ البسيم في أصحاب الكهف والرقيم)، المترجمة الى اللغة الملاوية في مكة المكرمة: يشتمل
على أخبار أصحاب الكهف والرقيم، وهو مطبوع بمطبعة الميرية بمكة عام 1310 هـ الموافق 1893م .
(البحر الوافي والنهر الشافي): يشتمل على أحكام الفقه، وهو من أفضل الكتب في الفقه باللغة الملاوية على المذهب الشافعي، وهو مطبوع في جدة بالمملكة العربية السعودية في رجب 1349هـ / 1940 م.
(سواطع البرق الامع): يشتمل على أحكام التيمم، وصلاة القصر والجمع ولم يطبع.
(الدرّ المسنون والجوهر المكنون)، غير مطبوع.
(الفرقدين وجواهر العقدين): يشتمل على علامات القيامة وأحوالها، والفوائد من النبات والحيوان، مطبوع بمطبعة الميرية بمكة في ذو الحجة 1311هـ الموافق 1894 م.
(رسالة الفتاوي) أجاب فيها الشيخ‏ عن بعض الأسئلة الفقهية لتلاميذه.
 الحياة الاجتماعية : حياته الأسرية: اقترن الشيخ محمد بن إسماعيل بأربع زوجات، وهن:
خديجة بنت إسحاق فطاني (لم يرزق منها بذرية.)
أمنة لنت سعيد فرج الفيومي، وله منها سبعة من الأبناء: عبدالله، محمد نور، محمد ا‏مين ، فاطمة، كلثوم، خديجة وداود.
زوجة من فطاني (لا يعرف اسمها ولم يرزق منها بذرية.)
نيء موه مين موئشيء ولديه منها من الذكور ابن وهو محمد رشيد.
 رحلاته : قام الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ عام 1328هـ بالسفر لماليزيا للقاء أقاربه في ترنقانوا وكلنتن. كما قام بزيارة لـ (داتؤسراي بادوك) وتزوج من ابنته (نيك مه شيه) وهي الزوجة الرابعة عام 1329هـ كما زار منطقة فطاني ومدينة بانكوك بتايلند وبعدها عاد الى مكة عام 1330هـ.
 جهوده في الفقه: تبحر الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ في العلوم الشرعية واتصافه بصفات الأخلاق العالية من الورع والتقوى وعمق الإيمان، ومكانته العلمية، وثناء العلماء عليه، كانت كفيلة بأن يصبح قاسياً بين جماعته في مكة المكرمة في ذلك الوقت وكان ذلك من واقع انه كان من اشهر العلماء المشهورين في القرن الثالث عشر الهجري/ التاسع عشر الميلادي، وذا مكانة علمية ودينية ومجتمعية عالية. فقد وصفه الشيخ‏ المؤرخ المكي عبدالستار الهندي رحمه الله، حين ترجمته لابنه الشيخ‏ محمد نور، فقال: (الشيخ‏ محمد نور ابن العالم الفاضل الشيخ‏ محمد صغير الفطاني).
خلاصة القول: ا‏ن الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ فطاني الشهير بمحمد صغير الفطاني كان من ا‏جل علماء عصره، فذاع صيته في مكة المكرمة، وفي جزر الملايو قاطبة. فقد كان له الأثر الكبير في إفادة الكثيرين بالعلم الغزير، فقد أفاد أعدادا من طلاب العلم ،وخاصة من الملايو المقيمين في مكة المكرمة في ذلك الوقت.
 وفاته :
كانت وفاة الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ الداودي الفطاني (رحمه الله) أثر مرض ألم به (ارتفاع في ضغط الدم) في يوم السبت 1333/4/20هـ الموافق 1915/3/6م ، ودفن في مقبرة المعلاة، عن عمر 71 عاماً.  
  انتهى المقال.

الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

(A1) يحي عبدالله فطاني

 اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

(A2) اسيا عبدالله فطاني

bottom of page