تعتبر عائلة الشيخ محمدنور هي اكبر عائلة ابناء وذرية جدنا الكبير الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني من حيث العدد ومن حيث المكانة العائلية للذرية المكونة من عبدالله، محمدنور، امين، فاطمة، خديجة و داوود امهم امنة بنت سعيد فرج من سكان الفيوم بمصر. اعجب جدنا محمد بن اسماعيل فطاني بجمالها وكمالها فتزوجها وانجبت له الاولاد والبنات فكان مولد محمدنور الابن الثاني لمحمد بن اسماعيل، يوم الجمعة من عام 1290هـ ترعرع الشيخ محمدنور في كنف والده وتولى رعايته وتربيته وتعليمة حتى تخرج من جامعة الازهر الشريف بالقاهرة. وتوظف وعمل برئاسة القضاء بمكة المكرمة، وتزوج محمد نور ابنة العالم القدير الشيخ وان علي كوتن الذي كان اصله من كلنتن كما هو معروف وهو عالم فاضل صديق للشيخ محمد بن اسماعيل فطاني، وكان له بنتان هما صفية الكبرى وفاطمة الصغرى وكانت صفية تحمل من الملامح الجاوية اجملها فهي بيضاء وطويلة نوعا ما وتعلمت العلوم الشرعية والكتابة والقراءة وعلوم الدنيا وكانت فصيحة اللسان واضحة البيان تستخدم في حياتها معاني القرآن وكانت تعين ابيها كثيرا وهي مقربة منه فنالت اعجاب محمدنور فخطبها وانجبت له من الابناء احمد عام 1311هـ، ثم ولدت له زين عام 1320هـ، حسن عام 1325هـ، عبدالغفارعام 1327هـ، ياسين عام 1330هـ وامنة عام 1335هـ. ثم توفيت بعد ولادة ابنتها امنة بعدة شهور.
وكانت صفية سيدة الدار اذ كان الشيخ محمدنور فطاني يشغل مناصب كثيرة وكبيرة في اعمال الدولة فكانت صفية هي المرأة التي كانت تهيء له المجال برعايته وتنظيم احتياجاته ونالت محبته وثقته وكانت له الداعم الاساسي لقضاء اعمال الطوافة والحج في مكة وايام الحج وتربية ابنائهما خلال السنوات الطويلة وترعى شئونهم وتعليمهم وتوجيههم حتى غدو ناجحين في دراستهم وحياتهم المستقرة تحت اشراف وتوجيه والدهم. وكان ابنها الاكبر احمد درس في مدارس مكة العلوم الشرعية وكان مرافقا ومساعدا لوالده في اعمال الحج بالاضافة لعملة في رئاسة القضاء، وتزوج من ابنة عمه اسية عبدالله فطاني، اما ابنها زين فقد تربى في مكة ودرس في مدارسها والم بثقافة اهل مكة واجتهادهم وحسن اخلاقهم ثم عاد واستوطن بلاد جاوة (ماليزيا)، وابنها حسن الذي تخرج وعمل مدرسا في عدة مدارس في مكة، وعبدالغفار عمل موظفا في رئاسة القضاة، وكذلك نبغ نجم ابنها ياسين حيث نال مركز اداريا مرموق في رئاسة القضاة، وكان لابنتها امنة دور في مساعدة والدها حيث توفت والدتها وهي طفلة صغيرة وتزوجت من ابن عمتها محمود صالح فطاني. كل ذلك كان لدور صفية بنت علي كوتن اثر كبير في توجيه وتربية ابنائها نحو الحياة الهادئة والمستقرة الناجحة. رحمك الله ياصفية بنت علي كوتن حيث توفيت صفية عام 1336هـ. في مكة المكرمة بالبيت الكبير ودفنت في مقبرة المعلاة رحمك الله رحمة الابرار وجزاك الله عنا خير الجزاء حيث ربيت ابناءك خير تربية عربية اسلامية كانوا لنا القدوة والفخر وجمعنا الله بك وبوالديك في رحاب الجنات عند سدرة المنتهى تشرب كأسا معينا لالغوا فيها ولاتأثيم.
مع تحيات كامل فطاني 1444/9/7هـ