top of page
Mahmmud Fatani

اذا قيل لك من جوهرة آل فطاني في الاخلاق والحيوية وحب الناس والحرص على التواصل مع الاهل! لامكنك ان تقول ان من جواهر نساء آل الفطاني هي جواهر بنت صالح فطاني الابنة الثانية لصالح زين العابدين فطاني.
ولدت جواهر بنت صالح فطاني عام 1334هـ بمكة المكرمة في زقاق الصوغ بحي القشاشية وهي ابنة خديجة بنت محمد بن اسماعيل فطاني اخوها الاصغر محمود صالح فطاني، تلقت تعليمها الاولي من والدها الشيخ صالح حيث كان طالب علم وكان يقيم في مكة المكرمة لطلب العلم والرزق بالتعاون مع محمد بن اسماعيل فطاني وكان احد رجاله المخلصين واحد الدارسين في مجلسه العلمي، تمتاز جواهر انها كانت حسنة الحديث ومحبة لخالها محمد نور بن محمد بن اسماعيل فطاني وكان كثير ماتتاح لها الفرص لسماع قصص المجتمع من خالها والحديث معه باسلوبها المتواضع والمؤدب فكان يوليها ثقته وكثيرا ما يكلفها بإدارة الشئون المالية للعائلة وارسالها لتأمين احتياجات العائلة الكبيرة من الملابس ومستلزمات التغذية وكانت فيها مسحة من الجمال الذي اكتسبته من امها خديجة رحمها الله كانت جواهر تحسن التعامل مع الاخرين كلا حسب موقعه الاجتماعي خاصة مع السيدة اسيا ابنة خالها عبدالله بن محمد اسماعيل فطاني كما كانت حسنة العلاقة مع شقيقتها نفيسة وامنة زوجة اخيها محمود صالح فطاني.
عندما قامت الحرب العالمية وانتشر الخوف من الخلافات والمنازعات السياسية والاجتماعية في البلاد هاجرت جواهر الى ماليزيا بلد الاجداد والذي رتب سفرهم الشيخ محمدنور فطاني خوفا على عائلته من ويلات الحرب وظروف الفقر وقلة اليد والتحصيل فسافرت جواهر مع امها خديجة واختها نفيسة وكلثوم واخيها محمود الذي كان يصغرها بعدد من السنوات ونزلت العائلة الى جزيرة فلفلان الميناء الذي نزلت فيه سفينتهم العائدة من الحج وعلى متنها مئات من الحجاج، ومنها عائلة جدنا محمد بن اسماعيل فطاني، وكانت جواهر في ريعان شبابها من ضمن المهاجرين الى ماليزيا ومعهم ابن خالها عبدالغفار محمدنور فطاني واخوانه وطال بهم المقام لاكثر من عام فتزوجت جواهر من عبدالغفار في بلاد ماليزيا ولما توقفت علامات الحرب العالميه اعاد الشيخ محمدنور ابنائه وبقية آل فطاني الى مكة المكرمة واستتب بهم الامر، تمكن عبدالغفار من ان يتوظف في رئاسة القضاء بمكة براتب متواضع وسكنت معه جواهر بالبيت الصغير وانجبت له زينب، عبدالعزيز وزبيدة، وكان البيت الصغير مرافق للبيت الكبير الذي يتوسط ثلاث بيوت لآل الفطاني وهي بيت زقاق الصوغ والبيت الصغير والبيت الكبير الجديد بينهم، وكانت لجواهر هوايات متعددة تساعد بها زوجها في تغطية مصاريف العائلة وهي انتاج المدورات وطباعتها وبيعها . كانت كثير التواصل مع قريبتها ميمونة فرج واختها الصغيرة السيدة سليمة وعائشة فرج وتوافي بيت السيوفي وبيت محمد بنجر الى جانب الزيارات العائلية في المناسبات والاعياد. ومن حرصها على زيارتهم انها كانت كثيرا ما تتطلب العربة الكرو (المركبة) التي كانت تسيرها الاحصنة وكان اسم صاحبها المشهور بين عربات الكرو عبدالرحمن كوكيه ويصل بها الى بيت ميمونة فرج لتقوم بواجب الزيارة، كما كانت جواهر تفرح عندما تدعوها زوجة اخيها محمود للذهاب الى حوش اخيها بجرول حيث مزروعة ببعض الاشجار والزهور وكانت لجواهر دور في العلاقات الاهلية المتميزة مع ابنة خالها عبدالله آسية واختها نفيسة وامنة وبعض البنات وحفيدها طلعت وكانت تقضي بعض الوقت مع السيدة اسيا بنت عبدالله ومع زوجة اخيها امنة محمدنور فطاني واخواتها زكية وخديجة وفاطمة وغيرهن ليقضين مع بعضهن ساعات الضحى في الحديث عن الحياة وامورها وبعدها يجتمعن في المبيت مساءا بالبيت الكبير ليتم جمع الشمل مع بناتها زينب وزبيدة وبنات اسيا عزيزة وصفية ويقية البنات وتأتي السيدة خالة مريم صباغة في المبيت وهي زوجة محمد اوان التي تمتاز بحسن الحديث والنكات النسوي وتلعب لهم لعبة الحظ وتسليهم ويسمونها لعبة الخط، وهكذا مضت الايام والليالي في توافق عائلي حتى تزوجت زينب بعبدالله مصباحي وهو رجل يعمل مراقب مالي لوزارة المالية وهو حسن الحال في موارده، ثم تزوجت زبيدة بابن خالها محمود وتزوج عبدالعزيز من ابنة عمه ياسين، ومن هوايات جواهر انها كانت تحب الوناسة التي كانت تجمع النسوان على اغاني الاسطوانات التي تنتشر في ذلك الوقت. والذي لاتتوفر من وسائل التسلية سوى الراديو وتسمع في اوقات معينة وتدار الاسطوانات بالبكب وتحرص جواهر على التمشي مع احدث الاغاني والاسطوانات وهي التسلية الوحيدة للنساء في ذلك الوقت وهي اغاني يمنية مثل يحي عمر قال وطربوشك احمر يابربري وكان الشيخ احمد يطلب سماعها مساءا حين يقدم اليه الضيوف ويتعشوا معه مثل اخية الشيخ ياسين وابناءه ليتسلوا في سماعها وهم يلعبون الكيرم والشطرنج.
ولد لزبيدة ابنها طلعت وهو الولد الاول والحفيد الذي فرحت به جدته جواهر وكانت حريصة على سلامته وكانت تسميه الباشا وكثيرا ماتدللـه وتخاف عليه من نسمة الهواء وكانت جواهر حريصة على خدمة والدتها خديجة التي كانت تسكن الدور العلوي لشقة جواهر وكانت تحرص على خدمتها والحضور اليها صباحا ومساءا لتنظف غرفتها وخارجتها.
حتى توفت والدتها خديجة عام 1376هـ وحزنت لوفاتها كما حزن آل فطاني لوفاتها وهكذا توالت الايام بجواهر صالح فطاني موضع الثقة و المحبة والاحترام من الاهل والاقرباء من آل فرج والجيران حتى توفاها لله عام 1405 عن عمر يناهز 75 عام وتركت اثرا في العائلة وربت حفيدها الباشا (طلعت) كما فرحت بحفيداتها من زينب فيما بعد وحفيدها فواز المولود عام 1387هـ ، رحمك الله ياجواهر آل فطاني لاخلاقك الطيبة وحبك وتواصلك مع الاقارب وتربيتك لابنائك التربية الحسنة وجمعنا بك في مستقر رحمته آمين

مع تحيات / كامل محمود فطاني 1444/6/7هـ

bottom of page