top of page
العودة.png

الفصل الخامس عشر

نفيسة صالح فطاني F1

اعداد/ كامل محمود فطاني

Nafiah S Fatani

تعتبر نفيسة بنت صالح فطاني احد اقطاب عائلات ذرية محمد بن إسماعيل فطاني ومن هذه الاقطاب ذرية الشيخ عبدالله بن محمد بن إسماعيل فطاني والقطب المقابل الشيخ محمدنور بن محمد بن إسماعيل فطاني وتتخذ كل منهما ذرية نشيطة في سمعتها بين بقية افراد العائلة اذ تعتبر نفيسة على رأس عائلة يحي بن عبدالله فطاني فهي زوجته وام ابنائه وهي الابنة الاولى لصالح زين العابدين فطاني زوج السيدة الفاضلة خديجة بنت محمد بن إسماعيل فطاني .
ولدت نفيسة بنت صالح فطاني عام 1330هـ في مكة المكرمة في بيت جدها الشيخ محمد بن إسماعيل فطاني حيث كان والدها ووالدتها يقيمان في دار الفطاني زقاق الصوغ بمكة المكرمة وتلقت نفيسة العلوم الشرعية والكتابة والحساب والقرآن الكريم من والدها الشيخ صالح الذي كان طالب علم هاجر الى مكة من بلد فطاني ليواصل تعليمه الشرعي على ايدي علماء مكة ولازم الشيخ محمد بن إسماعيل فطاني العالم المكي الذي كانت له حلقة علم في المسجد الحرام وبرز اسم صالح زين العابدين من بين طلاب العالم الجليل فاتخذه احد موظفيه المقربين في عمل الطوافة لحجاج ماليسيا وفطاني وكان لصالح دور كبير في خدمة الحجاج في عرفات ومنى واسكانهم في مكة واستقبالهم عند قدومهم عن طريق البواخر التي كانت تقل حجاج هذه البلاد االى جدة وكان في السابق صعوبة كبيرة في استقبال الحجاج القادمين عن طريق الوسيلة الوحيدة وهي البحر. وتقدم صالح زين العابدين فطاني لخطبة ابنة الشيخ محمد بن إسماعيل الانسة خديجة وكانت من اجمل بنات العائلة فكان ميلاد نفيسة اول مولودة لهذا الزواج المبارك وترعرعت نفيسة بين احضان والديها وهي تحمل سمات الجمال والادب والعلم الشرعي وحفظ ايات القرآن الكريم الى جانب تحملها لمسئولية خدمة البيت واعداد الطعام ولم حل بالعالم الحرب العالمية الاولى انتشر الخوف وصعوبة الحياة في ارض الحرم مكة المكرمة سافرت نفيسة الى بلاد ماليزيا مع والديها واخوتها جواهر وكلثوم واخوهم محمود فوصلو الى ميناء بينانج ثم نزلوا ببلدة ترنغكانوا وكان من ضمن من سافر الى ماليزيا هربا من مشكل الحرب العالمية الشاب يحي بن عبدالله فطاني واخواته اسيا ووميمونة وحفصة واخوهم محمد كامل بعد ان كانوا قد التحقوا بمدارس مكة وعايشوا اهلها وتعلموا لغتهم وتقاليدهم وتمت في هذه الرحلة زواج نفيسة بيحي ابن خالها عبدالله كما تزوجت اسيا بابن عمها احمد بن محمدنور فطاني وتزوجت جواهر بعبدالغفار بن محمدنور فطاني وعاشت نفيسة مع زوجها يحي حياة مستقلة حيث عمل يحي في بلاد ترنغكانوا عدة سنوات ثم اراد الله لهم العودة الى مكة وصحب يحي زوجته نفيسة وابنه عبدالله واسماء وسكنوا في بيت وقف فطاني بمكة بالقشاشية في بيت مستقل بآل يحي ولما توفي الشيخ محمدنور فطاني عام 1363 هـ انتقل الشيخ يحي بن عبدالله فطاني الى البيت الكبير لآل فطاني وسكنوا في الدور الذي كان سكنا ومكتب للشيخ محمدنور وذلك في الطابق الاول مباشرة في جزء بين الطابق الاول البارز من الشقة واتخذوه مجلسا لهم والجزء الاخر بالطابق الاول في البيت الصغير مكمل لدور المجلس واصبح يحي مطوفا لحجاج ماليزيا وفطاني وكانت نفيسة تساعد زوجها في الدخل حيث كانت تجيد صناعة الكربؤ والحلويات الملبسة للاطفال. كما كانت تجيد صناعة الكيشب الجاوي وتتولى بيعه بطريقتها الخاصة لتساعد زوجها يحي في مصروفاتهم وانجبت نفيسة ابنها زين العابدين وفيصل وزكريا وابنتها عائشة وفوزية وفي يوم غير سار احب يحي ان يسافر الى جدة لاستقبال حجاجه ولوصول عمه داود بن محمد إسماعيل فطاني من ماليزيا وهم في الطريق وقعت حادثة حريق في السيارة التي كانت تقل يحي بن عبدالله فطاني وابنه فيصل الذي كان طفلا لم يبلغ العاشرة من عمره فتوفى يحي في الحادث وكانت صدمة قوية لنفيسة حيث توفى زوجها وعائلها ووالد ابناءها عبدالله الابن الاكبر وزين العابدين وفيصل وزكريا وبناته اسماء وعائشة وفوزية اللتين كانا في مرحلة الطفولة ولكن نفيسة كانت رابطة الجأش تحملت هذه المصيبة وتوكلت على الله في تغطية مصروفات العائلة وذلك بمواصلة انتاج المواد الغذائية الجاوية وبيعها اضافة الى انها واصلت ودعمت ابنها عبدالله في اعمال الطوافة واضطر ابنها عبدالله في البحث عن عمل بعد ان اصبح شابا في سن العمل في شبابه وعمل في عدة مجالات منها سائق يحمل بضائع يسافر بسيارته الى الرياض والى مدن خارج مكة ثم اكتفى بعدها بعمل الحجاج والاهتمام بالطوافة وجلب الحجاج من ذوي المقامات الاجتماعية المتقدمة ببلاد ماليزيا من مستوى داتؤ وتنكو ونجح في توجهه وحان وقت زواجه فخطبت نفيسة لابنها عبدالله الفتاة الجميلة ابنة احمد محمدنور فطاني الفتاة صفية كبيرة بنات الشيخ احمد وامها اسيا اخت زوجها يحي وكان زواجا مباركا وانتقلت صفية بعد الزواج لتعيش في عائلة يحي زوجة لابنهم الاكبرعبدالله وتعاونت في شطارتها في الطبخ واعمال المنزل والضيافة لتساعد في اعداد ضيافة حجاج زوجها عبدالله وكانت نفيسة هي المرشدة لصفية حيث نفيسة اشتهرت بشطارتها في الطبخ وتدبير شئون البيت كما كانت ابنتها اسماء بارعة في اعداد الطعام للحجاج القادمين الى مكة كما كانت معينة لامها في اعداد الطعام للعائلة الكبيرة. ولدت صفية ابنتها نور الهدى وتربت في كنف والديها وعناية جدتها نفيسة وكبر زين العابدين وتخرج من الثانوية وعمل بالمحكمة المستعجلة الثانية واخذ يساعد في مصروف البيت الكبير ويتوكل باعمال الحج للحجاج القادمين بأسم اخية عبدالله يحي للحج وكما تقدم زين العابدين للزواج من خديجة بنت الشيخ محمدنور فطاني وكانت فوزية قد تزوجت من الشيخ حامد محمدنور فطاني وعاشت مع زوجها وانجبت البنين والبنات. وتوظف فيصل بادارة التعليم بمكة مشرف لغة عربية وتزوج من قريبته بنت الشيخ اسحاق بن داود واشترى قطعة ارض وبنى عليها بيت من طابقين وملحق وسكن هو بالطابق الاول واسكن والدته نفيسة واختيه اسمة وعائشة معه، كما رعت نفيسة ابنها زكريا الذي قضى ايام شبابه عضوا في العيش بالبيت الذي كانت تسكنه في القشاشية حتى اجتاز زكريا دراسته الثانوية وسافر في بعثة الى امريكا وتخرج منها مهندسا في المعادن وعاد للوطن عام 1381هـ للعمل مهندسا بوزارة البترول والثروة المعدنية وتزوج من ابنة الشيخ محمد سمباوة وانجب الابناء والبنات، اما اسمة لم يكتب لها ان تتزوج، اما الابنة الصغري عائشة فقد تزوجت ولم ترزق بالاطفال، وعن الحياة الاجتماعية لنفيسة بنت صالح فطاني فكانت عامرة بالحياة الطبيعية في خدمة والدتها بمختلف الاساليب كما كانت علاقتها مع زوجة اخيها محمود عامرة بالود والمحبة وتبادل الزيارات حيث كانت زوجة اخيها تسكن في الدور الاعلى من سكنها مباشرة في بيت الفطاني الصغير وتبادل الزيارات الصباحية بينهما بحضور اخت زوجها اسيا بنت عبدالله فطاني زوجة احمد محمدنور فطاني كما تجتمع مع اختها جواهر التي تسكن في نفس العمارة وبناتها وكذلك العلاقة مع زكية محمدنور فطاني واخواتها اللاتي يسكن في نفس العمارة وتتالى الزيارات والاحاديث فيما بينهم ويقضون سهرات رمضان في المبيت او في خارجة سطوح زكية محمدنور. كما كانت نفيسة تشارك قريباتها في الذهاب الى حوش اخوها محمود الذي اشتراه في حي العزيزية وبنى شقة وحوش ليقضين العصرية في حديث شيق وتناول الشاي والمكسرات واحيانا يتناولن طعام العشاء ومختلف المسليات وكانت تسعد في هذه اللقاءات مع اسية عبدالله وامنة محمدنور وجواهر وبناتها وبعض الاحيان تشارك زكية واخواتها في ذلك اللقاء، واستمرت هذه اللقاءات حتى بعد ان انتقلت نفيسة لتعيش مع ابنها فيصل يحي فطاني في منزله الذي شيده بحي الششة وقضت فيه هي وابنتيها اسماء وعيشة حتى توفت.
وفي عام 1395 هـ انتقلت نفيسة بنت صالح فطاني الى رحمة الله وكان ابنها فيصل مسافرا في ماليزيا للعمل وتولى ابنها الكبير زين العابدين مع ابنائها واحفادها رعايتها ودفنها بالمعلاة والصلاة عليها بالحرم المكي الشريف، رحمك الله يانفيسة اما مخلصة لله ولرسوله وراعية لابنائها ومكافحة مع زوجها في الحياة وجمعنا الله بك في مستقر رحمته عند حوض نبيه الكريم نشرب شربة لانضمأ بعدها ابدا.
مع تحياتي : كامل محمود فطاني 1444/8/5هـ

bottom of page