top of page
bacl button.png
yahya
yahya
yahya
yahya

يعتبر كتاب مطلع البدرين (مجلدين) من الكتب الاساسية في منهاج تعليم الفصول الليلية بالمسجد الوطني، مسجد نيجارا كوالالمبور بماليزيا في مادة الفقة الاسلامي عام 2005م-وكذلك تم تدريس هذا الكتاب في فصول الدراسات الاسلامية المسائية في جميع المدارس الحكومية في جوهور.
الف هذا الكتاب قبل حوالي 100 عام في مكة المكرمة، وقد الفه الشيخ محمد بن إسماعيل فطاني، المعروف أيضًا باسم "الشيخ نيئ مات كجيك " باللغة الماليزية، والذي كان يُدرِّس في المسجد الحرام حوالي عام 1880م – 1915م.
كيف أصبح هذا الكتاب جزءًا من المنهج يدرس في المدارس المحلية في ماليزيا؟
هذا يقودنا الى قصة حقيقية عن رجل أعمال شاب. يدعى (الشيخ يحيى) هو يحيى بن عبدالله بن محمد اسماعيل فطاني.
ولد يحيى عبدالله فطاني في مكة المكرمة عام 1912م. وكان الابن الأول للشيخ عبدالله بن محمد إسماعيل فطاني ووالدته فاطمة بنت عبد الرحمن من قرية لوسونغ في ترينجانو، في ماليزيا.
نشأ يحيى في مكة المكرمة في بيت علم لعائلة عريقة متكاتفة حيث كان الأعمام والعمات وأبناء العم يعيشون كلهم في منزل جدهم محمد بن اسماعيل فطاني بزقاق الخندفوشي بحي القشاشية الذي يبعد امتار معدودة عن المسجد الحرام بمكة المكرمة.
كان جده الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني من علماء مكة المكرمة. ودرس عند العديد من العلماء بحلقات العلم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، وقام بالتدريس في المسجد الحرام وتخرج على يده العديد من العلماء الذين درسوا من بعده بحلقات العلم بالمسجد الحرام بمكة، وله العديد من المؤلفات من الكتب باللغة الماليزية واللغة العربية وكان المطوِّف الوحيد انذاك الذي رخص له حاكم الحجاز بأستقبال وخدمة الحجاج من جنوب شرق اسيا وجاوه الشرقية (ملايا، فطاني، إندونيسيا، وسنغافورة) للحج.
بعد ان توفي الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني عام 1914م أصبح ابنه الشيخ عبدالله رب العائلة وتولى الطوافة من بعده. وفي تلك السنة اندلعت الحرب العالمية الاولى واندلعت معها المعارك في الحجاز ضد الخلافة العثمانية بقيادة الأمير فيصل ابن الشريف حسين بن علي، حيث قام بشن هجوم على الحاميتين العثمانيتين في كل من مكة والمدينة المنورة والتي توقفت عام 1918م. وخلالها توقف الحج وتعطلت اعمال الطوافة وتوقف قدوم حجاج من جنوب شرق اسيا. في خضم المعارك بالحجاز (بمكة) عام 1916م قررالشيخ عبدالله بن محمد بن اسماعيل والد الشيخ يحي الهجرة إلى ملايو. واصطحب معه زوجته فاطمة بنت عبدالرحمن وابنائه يحيى, آسيا, محمد كامل وميمونة حيث بدأت الاسرة حياة جديدة بالنسبة لهم في باليك بوكيت في ترينقانو بماليزيا وهي عبارة عن مساحة من ألارض مساحتها 3 أفدنة قريبة من نهر ترنقانوا اهداها لهم السلطان زين العابدين الثالث سلطان ترينجانو.
الوضع لم يدم لهم مدة طويلة بترنجانو حيث توفي الشيخ عبدالله في فطاني بعدها بثلاث سنوت، عام 1919م ثم بعد ذلك طلب عمهم الشيخ محمد نور الأسرة الرجوع الى مكة المكرمة والتئم شمل الاسرة الكبيرة مرة اخرى بعودة اسرة الشيخ عبدالله الى الاسرة الكبيرة اسرة الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني. وسكنوا جميعا في بيت جدهم (البيت الكبير) في برحة زقاق الخندفوشي بالقشاشية بمكة. بحلول هذا الوقت كانت الحرب العالمية الأولى قد انتهت، ولكن الامر لم يستقر في مكة المكرمة بعد.
لم تشعر السيدة فاطمة بنت عبد الرحمن بالامان في مكة المكرمة وخاصة بعد وفاة زوجها عبدالله ورب الاسرة الكبيرالشيخ محمد بن اسماعيل وضيق ذات اليد. واخذت تفكر بالعودة مرة اخرى الى باليك بوكيت في ترينقانو بماليزيا حيث كانت تشعر بالامان هناك بالقرب من اهلها اكثر من وجودها في مكة المكرمة او ولاية فطاني تحت حكومة تايلند البوذية. في عام 1924م، اتخذت القرار المهم والصعب بالنسبة لها قرارا لم يكن سهلا، مثل هذه القرارات المهمة كان يتخذها الرجال وليس السيدات في ذلك الوقت، ولكن السيدة فاطمة كانت سيدة شجاعة ومغامرة، كانت تتخذ القرارات الصعبة نفس الشخصية التي اتخذت قرارًا بالزواج من الشخص الذي سيأخذها من بلدها واهلها إلى مكة المكرمة.
اخيرا حزمت حقائبها وودعت الشيخ محمد نور والأسرة الكبيرة واعدت اطفالها واستقلت السفينة البخارية لتمخربها عباب البحر ليستقروا مرة اخرى في باليك بوكيت في ترينقانو بماليزيا للمرة الثانية. لكن هذه المرة كان رب الاسرة الطفل يحي عبدالله فطاني البالغ من العمر اثنى عشر عاما, كان عليه لزاما أن يصبح رجلاً، وكان عليه أن يعتني بوالدته وإخوته أسيا، كامل، ميمونة وحفصة، ويجب أن يخافه الآخرون حتى لا يتنمروا عليه.
كانت السيدة فاطمة قد وفرت بعض المال وهي في مكة المكرمة , تمكنت بها من بناء منزلا لائق لها ولاولادها في باليك بوكيت بترنقانوا . كان منزلا خشبيا يرتفع طابقين عن سطح الارض بقواعد مبنية من الاسمنت والطوب وكان الطابق الارضي يرتفع حوالي بقدر قدمين عن الارض وتم بناءه من الاسمنت ولم يكن له جدران.
قام يحيى بشراء وتركيب آلة طباعة حيث سيبدأ عملًا تجاريًا لطباعة الكتب التي كتبها جده الراحل الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني. في عمر 12 عامًا ، دخل هذا الرجل عالم ريادة الأعمال دون أي تدريب على الإطلاق. وفي البداية كان يساعده اخيه محمد كامل في عمله والسيد وان عثمان و وان عباس.
في تلك الفترة التي بدء فيها الشيخ يحي عمل المطبعة افتتحت مدرسة السلطان زين العابدين الاسلامية والتي تدرس باللغة العربية وكانت جزء من مدرسة بوكيت جامبل والتي كان يدير المدرسة ابن عمه الشيخ احمد محمدنور فطاني، اعتمدت مدرسة السلطان زين العابدين وبعض المدارس الخاصة والمسمى بالملايو سكولاه بندك (مدرسة القرية) كتاب مطلع البحرين الذي الفه جده الشيخ ممد بن اسماعيل فطاني وطبع من قبل مطبعة الشيخ يحي عبدالله فطاني. مما ساعد في إزدهار عمل المطبعة. عاد ابن عمه الشيخ احمد الى مكة بعد ان تزوج شقيقة الشيخ يحي السيدة اسيا بنت عبدالله عام 1927م، وسلم ادارة مدرسة السلطان زين العابدين لابن عمته الشيخ وان عبدالرحمن ثم اخيه زين محمدنور وتطورت المدرسة الى ان اصبحت جامعة السلطان زين العابدين .
وبسبب وفاة والده وهو بعمر اثني عشر سنة حيث نشأ وترعرع وسط عبء مسؤولية عائلة كبيرة كان لابد له ان يكون صارما وحازما مع اخوانه واخوته ومعاونية بالمطبعة مما دفع القرويون حول تلك المنطقة في بولاو كامبينج يقدرون ويوقرون العائلة التي انتقلت من مكة المكرمة الى قريتهم ويرحبون بهم عند مصادفتهم في طريقهم. حيث كانو يسمون تلك الحارة التي يسكنها والمحاطة بسياج من أشجار الخيزران باسم كامبونج مكة. (حارة المكاوي) .
تزوج يحي بنفيسة بنت صالح زين العابدين فطاني بنت عمته خديجه محمد نور فطاني من مكة المكرمة والتي انجبت له عبدالله، اسمة، زين العابدين، وفيصل والذين ولدوا في باليك بوكيت في ترينقانو بماليزيا، وبعدها عاد الشيخ يحي مع عائلته الى مكة المكرمة عام 1936م وانجبت له زكريا، عائشة، وفوزية. وهم الذين ولدوا في مكة.
وكان قد رباهم على الاستقامة والعمل الجاد والاعتماد على النفس وكان ابنه عبدالله وزين العابدين يساعدانه في طباعة المؤلفات التي كان يؤلفها جده محمد بن اسماعيل فطاني حتي يذكر انه اصيب في اصبع يده مماتركت ندبه في اصبعة، وكان يعاقب ابنائه ولايسمح لاحد ان يتوسط لهم عنده. وخاصة الابن الاكبرعبدالله الذي نال القسط الاكبر من العقاب .
في عام 1936م عاد الشيخ يحي بن عبدالله فطاني مع عائلته واولاده الى بيت جدهم محمد بن اسماعيل فطاني ببرحة الخندفوشي بالقشاشية بمكة المكرمة بعد ان قضى في باليك بوكيت بترنقانوا اثني عشر سنة متواصلة .
توفى يحي شابا يبلغ من العمر 43 عاما، في احدي الايام من عام 1955م، استقل الشيخ يحي احدى سيارات الاجرة من مكة قاصدا مدينة جدة لاستقبال زوج عمته الشيخ داود عبدالله وزوجته فاطمة والقادمين من كلنتن بماليزيا لاداء مناسك الحج وفجأة في الطريق الى جدة اشتعلت السيارة وسط درجة الحرارة العالية, مما اصابه بالهلع والخوف، فقفز الشيخ يحي خارج السيارة وهي مشتعلة مما ادة الى وفاته،وهو بعمر 43 عاما، رحم الله الشيخ يحي بواسع مغفرته.
رحم الله الشيخ يحي فقد تحمل مسئولية والدته فاطمة واخوانة الخمسة بعد وفاة والده الشيخ عبدالله وهو طفل في الثانية عشر من العمر، في قرية لم يألفها من قبل او يعرف لغة اهلها، فقد شق طريقة بنفسة وبدء حياته بعملا تجاريا ناجحا استطاع خلالها ان ينشر مؤلفات جده بطباعة الكتب الاسلامية منها كتاب مطلع البدرين والتي بفضلها اصبح الكتاب يدرس في المدارس الاسلامية الخاصة والحكومية في فطاني وسنغفورة وماليزيا منذ مئة عام الى تاريخنا المعاصر. بالرغم من حياته القصيرة فقد استطاع ان يحافظ على ارث اجداده وخاصة جدة محمد بن اسماعيل فطاني.
اما بالنسبة الى المنزل الذي بناه وسكنه لمدة عشرون عاما في قرية باليك بوكيت بترنقانوا مازال البناء قائما الى هذا اليوم فقد سكنه من بعده الراجا يعقوب من كنقسار بماليزيا ثم بوكسان وفنكو كلثوم (موكشوم) من كلنتن مازال الطابق الارضي على حاله وقد سقط جزء من ارضيته بسبب ثقل مكينة الطباعة. للا سف لم يكن الشيخ يحي مهندسا معماريا ليضع ثقل مكنة الطابعة بالحسبان في تصميم منزله.

bottom of page