من الشخصيات التي برزت في تاريخ اسرة الشيخ محمد بن إسماعيل فطاني. فقد كانت شخصية صالح عبد الرحمن فطاني. ولد صالح بمكة المكرمة، عام 1345هـ ولد في البيت الكبير بالفشاشية زقاق الخردفوشي والده الشيخ عبد الرحمن داود فطاني ووالدته كلثوم بنت صالح فطاني والدتها خديجة بنت محمد بن إسماعيل فطاني واخوات كلثوم، نفيسة، جواهر ومحمود. ولابد لنا من التعريف أولا بوالده الشيخ عبدالرحمن (يرحمه الله) وصلته بالعائلة فأمه فاطمة بنت محمد بن إسماعيل فطاني، خطبها وان داود وكان طالب علم يقيم في مكة المكرمة ومن طلاب الشيخ محمد بن إسماعيل فطاني ويعمل معه في الحج. وانجبت منه عبد الرحمن واسحاق في مكة وتربيا فيها ودرسا في مدارسها ثم هاجر الشيخ وان داود فطاني الى ماليزيا وتزوج عبد الرحمن من كلثوم ابنة خالته خديجة وولد له صالح. ولم تلبث الا ان توفت وتركت ابنها الوحيد صالح فكفلته جدته خديجة وربته أحسن تربية وادخلته مدارس مكة الأولية وهاجر أبوه عبد الرحمن الى ماليزيا وتزوج بأخرى. ولما قام الخلاف بين حكام مكة الاشراف والدولة العثمانية وقامت بعدها الحرب العالمية الأولى ضاقت الحياة بأهل مكة وهاجرت خديجة مع بقية العائلة ومعها بناتها وأبنها محمود ومن ضمنهم صالح الى ماليزيا بالباخرة ونزلوا أولا بميناء بينانج ثم سكنوا ترنغكانوا و كلنتن واستقبلتهم عائلة نيء خزانة وهي عائلة بارزة وغنية في ماليزيا ثم ما لبثت خديجة ان زوجت ابنتها نفيسة على ابن خالها يحي عبدالله فطاني المهاجر مع اهله الى ماليزيا والذي وكان يافعا ويعمل في مطبعة والده ثم زوجت ابنتها جواهر الى عبدالغفار محمدنورفطاني ابن خالها بترنغكانوا. ثم انتقلت خديجة للسكن بفطاني جنوب تايلند الولاية الإسلامية. ثم أدخلت ابنها محمود في المدارس ليكمل تعليمة ثم ما لبث محمود ان عمل مدرسا للغة العربية والدين الإسلامي وكان هو مصدر الانفاق على والدته وصالح الذي كان مازال في مرحلة النضوج. ولما وضعت الحرب اوزارها عادت خديجة الى مكة بتعاون ودعم اخيها محمدنور وسكنت خديجة في الطابق الرابع من البيت الصغير مع ابنها محمود وحفيدها صالح عبدالرحمن الذي يتكون منه مجموعة سكن العائلة ثم تزوج محمود من امنة ابنة خاله وهي الابنة الكبرى يرحمها الله واكمل محمود دراسته وتوظف، اما صالح فقد اكمل تعليمه في مكة وعمل في وظائف متعددة وأخيرا استقر به الحال للعمل بوظيفة كاتب ضبط بالمحكمة المستعجلة الثانية بمكة وقد عمل في خدمة الحجاج في مشيخة خاله محمدنور فطاني. وظل صالح يسكن مع جدته خديجة (بالمبيت) وهي الشقة العليا ولها خارجة حتى توفت جدته خديجة عام 1376هـ وظل يسكن صالح المبيت حتى تمكن من شراء ارض بحي العزيزية غام 1407هـ بدعم وتشجيع من ابن خاله كامل محمود فطاني.
وكان من هوايات صالح عبدالرحمن الاهتمام بالحدائق حيث يقضـي بعض من وقته بالاعتناء بحديقة حوش خاله محمود صالح بمكة المكرمة بالزاهر وقضاء بعض من وقته في دكة الفطانية بالقشاشية بالبيت الكبير ومن هواياته كذلك السفر فقد قام صالح بعدة سفرات سياحية في حياته مع أصدقاءه وأبناء خالته الى مصر ولبنان وسورية والسودان واثيوبيا.
وكتب الله لصالح ان يخطب عائشة فطاني التي كانت تقيم في مكة بتشجيع ودعم من ابن خالته فيصل يحي فطاني وعقد الزواج على عائشة فطاني عام 1405هـ وأقيم زواجه بمنزل فيصل فطاني بالششة مساءا وحضر اخوه الدكتور حسين عبد الرحمن وابنه لحفل زواج صالح الى جانب بقية الاهل والاقارب والأصدقاء وبدعوة من ابن خاله كامل محمود فطاني قضـى صالح عبد الرحمن فطاني شهر العسل في الرياض ضيفا على الأستاذ كامل محمود حيث ابن خالته فيصل فطاني وعبد الله محمدنور وبقية الاهل بالرياض. بعد انقضاء شهر العسل سكن صالح بمنزله الجديد الذي شيده على ارضه بمكة المكرمة بالعزيزية. وانجبت له زوجته ثلاث بنات ثم اتبعتهن بأبنها محمد بن صالح الذي فرح ابوه صالح بمولده ليحمل اسمه وسيكون داعما لأخواته ووالدته. حتى مرض صالح عبدالرحمن وتوفي من مرضه عام 1415هـ بمكة عن عمر يناهز 70 عاما مليئة بالكفاح والعمل والسعادة والعلاقات الطيبة وصلى عليه اهله وذويه بالمسجد الحرام ودفن بمقبرة المعلاة. رحمك الله يا صالح كافحت في الحياة وكنت كريما وغني نفس احبك اهلك وذويك واصدقائك وكانت علاقتك بخالك محمود صالح علاقة كريمة متينة قضيت معه الحياة حتى توفاه الله وكانت علاقتك مع خالاتك نفيسة وجواهر وابنائهم كريمة، ورافقت جدتك وخدمتها حتى توفاها الله. رحمك الله يا صالح واسكنك فسيح جناته مع الصالحين وجمعك بهم في مستقر رحمته في جنات النعيم.
مع تحيات كامل محود فطاني 1444/12/24 هـ