قصة بيت القشاشية
1280هـ - 1404هـ
اقتبست من قصة بهجت محمود فطاني
قصة بيت القشاشية : كان الشيخ داود ابن عبدالله ابن ادريس (سنيئ) فطاني. الذي ولد عام 1183هجري ،بقرية باريت سنيئ بالقرب من كرسيك بولاية فطاني جنوب تايلند بعد غزو السيامين البوذيين مملكة فطاني هاجر الشيخ داود الى مكة المكرمة حين ذاك كان من علماء الحرم المكي واعيان مكة الميسورين الحال، فلقد اخذ في استثمار امواله بشراء الاراضي البيضاء والمنازل ومن ضمنها الارض التي تقع في برحة الخندفوشي بالقشاشية بمكة وقد وهب االارض الي ابن اختة الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني فقام الشيخ ببناء عمارة (عزلة) من خمس طوابق واوقفها على ابنائه واحفاده من بعدهم ذريته وكان يسمي ببيت القشاشية وقد ولد في البيت الكبير وعاش فيها ابنائه واحفاده وعاش فيها بعده خمسة اجيال. وسكن فيها اكثر من ستة عوائل تقام وفيها حفلات الزفاف والولائم ومراسم العزاء وكان فيها مكتبة لبيع وتوزيع الكتب الدينية من مؤلفات الشيخ داود عيدالله ومحمد بن اسماعيل وكانت مكتب لادارة الطوافة ولقاء الاصحاب
في حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا وقبل صعود امام الحرم على منبره لالقاء خطبة الجمعة في اول ايام عيد الفطر لعام 1404هـ تعالت الصيحات تعلن عن وجود خطر كبير وهو حريق هائل كبير بمستودعات للتخزين لمحل العاب بجوار االبيت والسنة اللهب باتت تعلو وتعلو بين ثانية واخرى وهنا وقف والدي رحمه الله للحظات لتقييم الامر واتخذ القرار بإخـلاء البيت من سكانه للنجاة من هول الجحيم الذي بات يحاصر اسرته من كل مكان وبدا بوالدته وحملها الابن الكبر طلعت محمود على كتفه ليقيها لسعات النار الملتهبة وكان يحاول يصعد الى الاعلى وينزل عدة مرات وسط الحريق الهائل لإخروج النساء الاكبر سنا ومساعدة العوائل والى دار الشيخ ايوب قدح بجوار البيت الكبير وبدأ الجميع نزول الدرج مكبرين من هول ذلك المنظر الذي تحولت فيه سماء القشاشية للون الاسود من شدة النار وانا ذلك الطفل الذي لم يبلغ العاشره وقد اصبحت في ثواني رجل احمي اخواتي وعماتي ووالدتي رحمها الله واوجههم بسرعة الاخلاء تفاديا للحرق صحيحا وتذكير لبعض من حمل ستي آسيا ومساعدة ستي جواهر يرحمهم الله ويغفر لهم اخي المرحوم الاستاذ طلعت ويسكنه فسيح جناته كما وصلني من الحديث وكان يحاول يصعد الى الاعلى وينزل عدة مرات وسط الحريق الهائل لخروج النساء الاكبر سنا ومساعدة العوائل والى دار الشيخ ايوب قدح بجوار البيت الكبير وحتى ان يصل الدفاع المدني متأخرا وبعد ان التهب المبنى لهيب واصبح الدخان اسود ليلة العيد في البيت الكبير ويرحم اللهم من رحل ويحفظ اللهم من هو موجود والحمد لله رب العالمين انا افتكر جيدا حبيبنا احمد زين كان معنا في البيت اثناء الحريق وساهم في الانقاذ ووقف وساند طلعت والوالد رحمهما الله مع مشاهد الرعب والخوف والانكسار اتذكر جيدا دخول سيدي حامد رحمه الله وتفقده شخصيا عن سلامتنا فردا فردا وهو كالغيث محملا بالتفائل والخيرات ويوزع علىينا في. ذلك المساء الاسود كهباب الحريق رزم من المال لكل فرد لتعينه على شراء ماتيسر من ملابس المتاحه فكل ملابسنا تركناها تحترق سترك الله ياحامد من نار الاخره وعندما اقول رزم من المال فانا اعنيها حرفيا رزم من المال.
انتظر والدي حلول الظلام ليدخل بيت القشاشية خلسة بعيدا عن اعين رجال الدفاع المدني الذين منعوا اي احد الاقتراب من البيت لانه بات ايلا للسقوط اثر الحريق التي اتت على معظمه من ناحية الدرج المقابل لمنطقة الحوش المجاور للمستودعات المخالفة المتسببه في ذلك الحريق لم يكن الذيب محمود فطاني وحيدا كما يبدو بل كان مؤمنا محتسبا معه عمه ونخبة من اصدقائه الاوفياء وابناء اخواته وابناءه وهناك اكيد من وقف معه لم اذكرهم لاني لااتذكرهم لصغر سني.