top of page

 محمد بن اسماعيل فطاني 

1844 - 1933

الشيخ عبدالله،الابن الأكبر للعلامة للشيخ محمد بن اسماعيل، وكان بارا بوالده وقد افني شبابه في خدمة والده. تلقى عبدالله تعليمه في العلوم الدينية والفقهية على يد والده العالم العلامة محمد بن اسماعيل فطاني. وعندما توفي والده عام 1915م، خرج الشاب عبدالله من ظلال عباءة والده المهيمنة والصارمة، حيث ما زال صوته يتردد في أذنيه ليجبه بـ "لبيك ياابويا". واخير احس انه تحرر فجأة من عبء الانتظار لأوامر والده الصارمة .
كان الشيخ محمد إسماعيل فطاني المعروف أيضًا باسم الشيخ نيئ ماء كجيك كان مطوف حجاج، ووكيل الحج المعين من قبل حاكم الحجاز لخدمة الحجاج القادمين من جنوب شرق اسيا، لتوفير المسكن والطعام والمواصلات للحجاج من مالايا وسيام وإندونيسيا. على الرغم من أنه كان حائزًا على الرخصة، إلا أنه لم يكن مضطرًا إلى القيام بأي عمل وكان هناك فريق خاص من الحجاج القدامى وابنائة الذين كانوا يقومون بكفاءة بجميع الخدمات والمتطلبات من سكن، وطعام ولوجستيات النقل البري في مكة والمدينة وجدة وعرفة وميناء جدة البحري.
وفي عام 1911 تزوج الشيخ عبدالله من فاطمة عبد الرحمن علي كوتن بنت اخو صفية زوجة الشيخ محمدنور واخيها وان داوود زوج فاطمة بنت محمد اسماعيل 
عند وفاة والده، تسلم الشيخ عبدالله امور الطوافة. وكان يساعده أخوه محمد نور وشقيق زوجته وان داود (الذي كان متزوجًا من أخته فاطمة) وصهره وان صالح بن الشيخ زين العابدين (الذي كان متزوجًا من أخته خديجة) وشقيقه داود. وكذلك كان يساعده أبناء اخيه محمد نور من الشباب مثل أحمد، زين، عبدالغفار، حسن، ياسين وحامد. بالقيام بخدمة الحجيج لتوفير وسائل الراحة لهم من الحجاج الجاوه (مالايا وسنغافورة وإندونيسيا وسيام) بما في ذلك كبار الشخصيات مثل سلطان تيرينجانو.
في عام 1916م، قام سلطان ترينجانو، السلطان زين العابدين الثالث، بأداء فريضة الحج مصطحبا حاشيته، والمكونة من 15 فردا. وقد قام الشيخ عبدالله شخصيا بخدمة السلطان بشكل جعل السلطان سعيدًا بالضيافة التي حظي بها. فدعاه السلطان زين العابدين الثالث إلى ترينجانو ووعده بمنحه قطعة أرض. في الواقع، كان عبدالله ابن عم السلطان فقد كان في ذلك الوقت متزوجًا من عيشة مندك بنت مصطفى ابنة عمة والده الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني وان سلمى.
في هذا الوقت، بدأت الحرب العالمية الأولى في أوروبا. كان عبدالله يتلقى بانتظام أخبارًا من الحجاج، إن المسلمين الفطانيون يتعرضون لمضايقات من قبل حكام سيام البوذيين. حيث اختفى العديد من العلماء في ظروف غامضة دون أن يتركوا أثرا. كانت مكة أيضًا في حالة غير مستقرة بسبب الحرب بين الاشراف حكام مكة والامبراطورية العثمانية على حكم الحجاز. فلقد شعر الشيخ عبدالله بعدم الأمان لوجوده في مكة، كان يفكر طوال الوقت للجوء والفرار الى مناطق امنة في ذلك الوقت.
قررعبدالله قبول دعوة سلطان ترنقانوا السلطان زين العابدين في الانتقال الى ترنقانوا اخذا في الاعتبار ان جده وان احمد وتوان ادريس من سلالة فطاني الملكية حيث هم الذين حكموا فطاني من سلالة الفقية علي ومن نسلة والتي تمتد حتى يومنا هذا فالبيت الملكي في كلانتان. كان الرابط بين البيت الملكي الفطاني والبيت الملكي في كلانتان والبيت الملكي في ترنقانوا.
 في عام 1919م قرر الشيخ عبدالله الانتقال مع عائلته الى ترنقانوا، وكلف شقيقه الشيخ محمد نور بإدارة اعمال الطوافة (المشيخة)
. واستقر هو وعائلته في باليك بوكيت بترنقانوا، على قطعة الأرض التي وعد بها السلطان. تتكون الأسرة من، فاطمة عبدالرحمن الزوجة الابن الأكبر يحيى (5سنوات)،آسيا (4سنوات)، كامل (3سنوات) وميمونة (سنتين). ولدت فاطمة عبدالرحمن في مكة المكرمة لكن والدتها من لوسونج، على بعد كيلومترين فقط من باليك بوكيت. كل هذه الاسباب تبدو منطقية جعلته يغادر مكة المكرمة الى ترنقانوا.
بمجرد أن استقرت الأسرة في باليك بوكيت في اخرعام 1919م شعر الشيخ عبدالله بشدة أن الوقت قد حان لزيارة فطاني والتواصل مع بعض الأقارب هناك الذين لم يلتق بهم من قبل، غادر على متن سفينة بمفرده إلى فطاني، كان عمره 48 سنة فقط وكانت زوجته فاطمة عبدالرحمن حامل في بنته حفصة. لم يكن يعلم أنه لن يقابل عائلته مرة أخرى، والأكثر حزنا هولم يتسنى له رؤية بنته حفصة الذي ولدت في فطاني بعد وفاته بفترة وجيزة.
بعد بضعة أشهر من رحلته إلى فطاني، أرسل عبدالله خبرا لاهله بأنه مريض جدا. ذهب جميع أفراد الأسرة إلى فطاني لرؤيته. ولكنه توفي قبل لحظات من وصول عائلته وكانت زوجته الحامل والمثقلة بالامتعة واطفالها الأربعة إلى كمبونق كيرسيك بعد رحلة طويلة من ترنقانوا الى رصيف المراكب الصغيرة في فطاني.على الرغم من أن ابنته ميمونة كانت تبلغ من العمر 4 سنوات فقط، فقد استطاعت أن تتذكر القصة الحقيقية لتلك اللحظة المأساوية وشاركت قصة المواقف الحزينة التي مرت بها مع عائلتها مع ابنة أختها نجية في الجزء الأخير من حياتها.
ودفن الشيخ عبدالله في فطاني بجوار قبر الشيخ عبدالصمد الفالمباني الشهير من علماء مكة.
لم يكن أمام فاطمة خيار سوى البقاء في فطاني حتى ولادة حفصة. حتى أن الأقارب أصروا على بقائها وعائلتها في فطاني إلى الأبد. بالنظر الى تلك الاوضاع، في عام 1919م قررت زوجته فاطمة عبدالرحمن العودة إلى ترنقانوا حيث الامان والراحة. حيث كان اهلها يقطنون قرية لوسونج بالقرب من باليك كمبونق وكذلك كان المناخ السياسي في تيرينجانو أكثر أمانًا من الجزء الجنوبي من تايلند.
في عام 1920م ، ظهر فجأة اخوه الشيخ محمدنور في كرسك. وكان في ذلك الوقت هو كبير عائلة محمد بن اسماعيل والرجل المطاع, وطلب من عائلة اخوه الشيخ عبدالله حزم أمتعتهم والانتقال معه مرة اخرى الى مكة المكرمة. وفي تلك الايام لم يكن محمدنور سوى الرجل الثاني في العائلة والان أصبح كبير العائلة بعد وفاة اخوه عبدالله. وفي ثقافة اهل مكة هو أن كبير العائلة هو مسؤولاً عن سلامة ومعيشة جميع أفراد الأسرة. دون أي نقاش أو استشارة، حيث طلب  الشيخ محمدنور فطاني من زوجة اخية فاطمة بالعودة عبدالله إلى مكة المكرمة مع اطفالها ليكونوا بالقرب منه حتى يتمكن من العناية بهم ومراعاة مصالحهم. كان الشيخ محمد نور بالفعل رجلاً يتمتع بصفات قيادية رائعة.
انتهت الحرب العالمية الأولى ومع ذلك كانت حكومة الحجاز لا تزال غير مستقرة، وكانت هناك معارك في الحجاز وخاصة في الطائف ومكة وجدة، وقتل فيها كثير من المواطنين. كان الملك عبدالعزيز يحاول استعادة سيطرته على الحجاز واعتبرت مكة في ذلك الوقت غير آمنة. في عام 1924م قررت فاطمة عبدالرحمن زوجة عبدالله الانتقال مع عائلتها والعيش في ترنقانوا إلى الأبد. إنه قرار شجاع اتخذته فاطمة عبدالرحمن ضد رغبة كبير العائلة. امام هذا الاصرار انصاع الشيخ محمد نور لرغبتها. سافرت فاطمة الى ترنقانوا ووجدت نفسها وحيدة في قرية بترنقانوا وتعيل خمسة اطفال كان اكبرهم يحي كان في ذلك الوقت يبلغ من العمر اثنى عشر عاما في البداية كانت العائلة عبئًا ثقيلًا على الشاب يحيى، لكنه تمكن من إنشاء شركة في باليك بوكيت لطباعة الكتب التي كتبها جده الشيخ نيك مات كجيك. تحكي اخته ميمونة أن يحيى كان شخص جاد ومكافح وله شخصية صارمة، تخشاىها شقيقاته الثلاث ميمونة وآسيا وحفصة وشقيقه الأصغر كامل. كان الشيخ عبدالله مشغولاً في حياته بخدمة والده ولم يكن بارزا ومميزا في حياته. 
وفاته: بعدما استقرت عائلته على االرض الموعودة ’باليك بوكبت’, لم يضيع الشيخ عبدالله المزيد من الوقت في الاعلان لزوجته أنه سيتوجه إلى جنوب تايلند فطاني مدينة اجداده بكرسيك, لم يستطع انتظار ولادة اابنته الصغرى حفصة, وبعد ثلاث اشهر من وجوده في كرسيك تلقت زوجته خبر مرضه الشديد ليطلب من زوجته وابنائها القدوم لكرسك ولكن القدر لم يمهلهم لرؤيتة والتحدث اليه فقد توفي في نفس اليوم الذي وصل اليه زوجته وابنائه مساءا عام 1919م
 ترك عبدالله ابن الشيخ محمد بن اسماعيل وراءه أثرًا من الأجيال الجديدة التي برعت في مختلف المجالات في العالم الحديث حيث بدأت حياة العائلة من قرية باليك بوكيت الهادئة،المعروفة باسم كامبونج مكة. الإرث الوحيد الذي تركه الرجل العظيم. منهم يحي، اسيا, محمدكامل، ميمونة وحفصة. رحم الله الشيخ عبدالله واسكنه جناته.

A عبدالله محمداسماعيل

كلثوم البنتالثانية للشيخ محمد اسماعيل فطاني والمولود الخامس توفت صغيرة ولم تتزوج

E كلثوم محمد اسماعيل

اسمه ونسبه: هو محمد نور بن محمد بن إسماعيل‏ بن إدريس بن احمد فطاني.
 ولادته: ولد في مكة المكرمة عام 1290 هـ في زُقَاق الحَجَر بحي القشاشيَّة.
 نشأته: نشأ‏ في حجر والده، وترعرع في كنفه، في مكة بحي القشاشيَّة، زُقَاق الفطاني (زُقَاق الخردفوشي)، وكانت نشأته في بيت من بيوت الدين والعلم والورع والتقوى؛ فحفظ القرأن الكريم وعكف على حفظ المتون في سائر الفنون.
 شيوخه: أخذ علمه عن عدد من العلماء، من أبرزهم: والده (الشيخ‏ محمد بن إسماعيل‏ (توفي 1333هـ) 
معلمه الأول، وهو أحد علماء مكة، وكان عالمًا متمكنًا، له مؤلفات بلغة الملايو. درس على يده مبادئ القراءة والكتابة، وبعضا من النحو العربي، وبعضا من الدروس الدينية الأساسية.
الشيخ‏ عبد الحق (مؤسس المدرسة الفخرية)، وقد درس سنواته الأولى في هذه المدرسة.
الشيخ‏ عابد مفتي المالكية: وهو من علماء مكة الذين درس عليهم الكثير من طلاب العلم من جميع ا‏رجاء العالم الإسلامي.
وبعد ا‏ن تعلم هذه الأسس التعليمية على يد والده وفي المدرسة الفخرية ونال الشهادة العالية من هذه المدرسة أجيز بالتدريس في المسجد الحرام، الى أنه أراد الاستزادة من العلم، فسافر الى مصر والتحق بالأزهر الشريف، فاستطاع بفضل الله تعالى ا‏ن يجد مبتغاه من العلم والمعرفة على ا‏يدي شيوخ ا‏فاضل من علماء ورجال الأزهر الشريف، منهم: الشيخ‏ محمد عبده والشيخ‏ بخيت الحنفي والشيخ‏ الشربيني: حيث نهل من علومهم الشرعية ومعارفهم الفقهية والأدبية واللغوية؛ فاستوى عوده العلمي قائمًا ونسجت قريحته.
الشيخ‏ حسين زايد: درس عليه علم الهيئة والتوقيت وهو ما يسمى حديثًا بعلم الفلك، وقد طرق علماء المسلمين هذا العلم منذ أقدم العصور الإسلامية.
وبعد ا‏ن قضى ست سنوات في الأزهر الشريف عاد الى مكة ليواصل مشواره التعليمي.
سماحة الشيخ‏ عبدالله بن حسن آل الشيخ‏: فقد تتلمذ عليه في مجال القضاء، حيث كان سماحته يعمل رئيسًا للقضاء في مكة.
 عقيدته: كان على منهج السلف الصالح، ويتجلى ذلك من خلال الآتي:
عكوفه على دراسة كتب شيخ‏ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والشيخ‏ محمد بن عبدالوهاب يرحمهم الله.
ترجمته لكتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) للشيخ‏ سليمان بن سحمان الى لغة الملايو.
مشاركته علماء البلد الحرام في الحوار مع علماء نجد في المسائل العقدية المختلف فيها؛ وهي مسائل في الفروع، ثم اتفقوا عقب تلك الاجتماعات على جملة منها، وأصدروا على أثرها رسالة مختصرة ‏ في بيان العقيدة الصحيحة مستلة من كتاب الله، وسنة رسوله، ومما اجمع عليه سلف الأمة، نابذين وراءهم الآراء الكلامية، والمناهج الفلسفية (15).
 أعماله: له إسهامات كثيرة في مجالات متعددة في التعليم والقضاء والتأليف والترجمة والطباعة وخدمة الحجيج وغيرها.
 جهوده في التعليم: عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف بمكة في عهد الشريف حسين برئاسة الشيخ‏ محمد علي مالكي، ثم السيد عبدالله زواوي، ثم السيد عباس مالكي (25).
 عمل مدرساً في المسجد الحرام.
 الحلقة الأولى: كان رحمه الله يعقد حلقة درسه ومجلسه العلمي في دكة باب الزيادة، إذ كان جل طلابه من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، ولم يقتصر مجلسه على طلاب هذه الجهات، وإنما كان هناك طلاب من جميع الأجناس ومن جميع الطبقات، مما يوحي بأن حلقته كانت دائمًا مكتظة بالطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
فكان يدرِّس الفقه والتفسير والحديث وعلوم اللغة العربية؛ نحوها وصرفها وبلاغتها، وعلم الفلك.
 الحلقة الثانية: إضافة الى ذلك كانت له حلقة ثانية في المسجد الحرام خص بها الطلاب الجاوة المقيمين في مكة المكرمة، وكذلك أهل جاوة الذين كانوا يفدون الى المملكة وإلى مكة المكرمة منذ أوائل شهر رجب لأداء مناسك الحج والعمرة، حيث كان يقوم بتدريسهم بلغة الملايو التي كان يجيدها.
 الحلقة الثالثة: أما الحلقة الثالثة التي كان يعقدها الشيخ‏ محمد نور فقد كانت خاصة بالمطوفين الذين كان عليهم دور ديني كبير، فقد كانوا يقومون بتوجيه الحجاج والمعتمرين في أداء المناسك في المشاعر المقدسة.
اختير مدرسًا وموجِّهًا في (مدرسة المطوفين) عام 1347هـ.
بزغت فكرة التعليم المهني الموجّه بإنشاء (مدرسة المطوفين) في 23 محرم 1347هـ حينما أرسل الملك عبد العزيز الى نائبه في مكة الأمير فيصل بن عبد العزيز يأمره بإنشاء مدرسة
كما كان للشيخ‏ رحمه الله حلقة رابعة في منزله:
كعادة علماء البلد الحرام فقد قام الشيخ‏ محمد نور بالتدريس في منزله إضافة الى تدريسه في المسجد الحرام، وكان يحضر دروسه المنزلية طلاب الملايو خاصة.
وكان يعقدها لتدريس العلوم الدينية والتوحيد وتفسير القرأن الكريم والفقه والحديث وعلم الفلك والحساب، فكانت حلقة منزله امتدادًا لحلقة المسجد الحرام، وأصبح منزله بحي القشاشية موردًا عذبًا يرده طلاب العلم والمعرفة.
عُيِّن عضوًا في مديرية المعارف العامة في العهد السعودي تحت رئاسة الشيخ‏ صالح شطا، ثم الشيخ‏ ا‏مين فودة.
تم تشكيل أول مجلس للمعارف برئاسة مدير المعارف، وذلك بتاريخ 2 صفر 1346 هـ، وكان أعضاؤه على النحو التالي:
السيد صالح شطا، الشيخ‏ عبدالله حمدوه، الشيخ‏ ا‏مين فودة، الشيخ‏ ناصر التركي، الدكتور عبدالغني، الشيخ‏ محمد نور فطاني، الشيخ‏ ماجد الكردي، الشيخ‏ علي مالكي.
كان مجلس المعارف يمثل اعلى سلطة تعليمية في البلاد بما يملك من صلاحيات تقريرية، بينما مديرية المعارف تمثل السلطة التنفيذية لسياسة التعليم التي يضع أسسها ومناهجها
بأمر ملكي عين عضو هيئة إدارة مدرسة دار الحديث المكية عام 1352هـ.
تعود فكرة إنشاء هذه الدار الى بعض علماء المسجد الحرام، وذلك لمـا را‏وه من قلة المدارس التي تعنى بعلم الحديث الشريف، فتـبنى هـذه الفكـرة وأخرجها الى حيز الوجود فضيلة الشيخ‏ عبد الظاهر ا‏بو السمح (رحمه الله) الـذي رفع خطابًا يلتمس فيه المشورة والعون من الملك عبد العزيز (رحمه الله) يستأذنه بإنشاء هذه المدرسة باعتباره إمام المسلمين والحاكم الشرعي للديار المقدسة لتأخذ الدار الإجراء النظامي في فتحها، وقد جاءه النصح الـسامي الكـريم متوجـاً بالموافقة على إنشاء هذه المدرسة في غرة صفر سنة 1352هـ/1933.
جهوده في أعمال إدارة الدولة:
مع مطلع العهد السعودي بايع الشيخ‏ محمد نور فطاني مع أعيان ووجهاء البلد الحرام الملك عبدالعزيز آل سعود ملكًا على الحجاز؛ كما هو مدون في وثيقة المبايعة المشهورة:
 ومن مناصبه:
 اختير عضوا في اول مجلس شورى في المملكة:
شهد يوم الجمعة (23 جمادى الأولى من عام 1343هـ19 ديسمبر 1924م) لقاء بين الملك عبدالعزيز وعلماء البلد الحرام، للتشاور. وطلب من المجتمعين ا‏ن يختاروا في مجلسهم هذا (مجلس الشورى) من العلماء ومن ألتجار والأعيان رجالً الدين ينظرون في جميع الشؤون الخاصة بالمواطنين والبلد بعد هذا الاجتماع، اتفق المجتمعون على انتخاب أعضاء لمجلس أطلق عليه (مجلس الشورى الأهلي) يتألف من ثلاثة عشر شخًصا بما فيهم الرئيس وهم:
عبدالقادر الشيبي رئيسًا.
ا‏مين عاصم عضوًا.
بكر بابصيل عضوًا.
تاج قطب عضوًا.
سليمان نائب الحرم عضوًا.
عباس مالكي عضوًا.
عرابي سجيني عضوًا.
عقيل السقاف عضوًا.
عمر جان عضوًا.
عمر علوي عضوًا.
محمد نور فطاني عضوًا.
محمد نور ملائكة عضوًا.
محمد بن يحيى بن عقيل عضوًا
اختير رئيسا لأول هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة.
وفي شهر صفر من عام 1348هـ (26) صدر الأمر السامي بتأليف هيئة الأمر بالمعروف بمكة المكرمة من الشيوخ الآتية أسماؤهم:
 1- الشيخ‏ محمد نور (رئيسا).
وعضوية كلا من: عبد الرحمن بن مبارك، وعبد الله ابن عمار، وعبدالله يحي الحميدي، ومحمد الخضيري، وعبدالله خياط، وفيصل بن محمد، ومبارك حسين النفيسة.
اختير عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة:
في عام 1346 هـ صدر امر سامي بتعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. ولكفاءته وتعمقه في العلم الشرعي واقتداره في مجال القضاء صدرت الإرادة الملكية بالموافقة على تعيين الشيخ‏ محمد نور فطاني عضوًا في هيئة رئاسة القضاء، وبلغ ذلك من معاون نائب جلالة الملك برقم 256 وتاريخ 14/ 3/ 1360هـ. ظل في هذا المنصب الى ان توفاه الله.
جهوده في خدمة الحجيج: عين الشيخ‏ محمد نور فطاني شيخ مشايخ الجاوة عام 1344هـ، فصار حيث كان عدد الحجاج الذين يدخلون تحت مشيخته هم الأكبر عددًا. وقد جاء تعيينه شيخ مشايخ الجاوة موافقًا لما كان يتمتع به من صفات تؤهله لهذا المنصب، فقد كان رحمه الله:  يجيد لغة الملايو  إجادة تامة، له مؤلفات متعددة في مجال الشرع الحنيف بلغة الملايو. وهذه المؤلفات تدرس في جميع مراحل الدراسة من الابتدائية الى الجامعة في مدارس جنوب شرق ا‏سيا: وإندونيسيا وتايلاند وماليزيا وسنغافورة.
قام بترجمة مؤلفات والده وجده بلغة الملايو، وهذه الترجمات أساسا تدرس بجميع المراحل الدراسية في جنوب شرق ا‏سيا. كانت له حلقة علمية تدريسية في الحرم المكي الشريف وحلقة أخرى في بيته، يقوم فيها بتدريس العلوم الشرعية بلغة الملايو لأبناء جنوب سرق ا‏سيا.
كان يتمتع بأخلاق رفيعة مكنته من التعامل الطيب والمعاملة الحسنة لضيوف الرحمن من مناطق جنوب شرق ا‏سيا، واشتهر بذلك بين كل الأوساط الدينية في تلك البقاع، وعرف لدى جهات متعددة بتلك الصفات. فكان الحاج من تلك المناطق لا يرضى الى بأن يكون ضمن دائرة مشيخة الشيخ‏ محمد نور فطاني.
هيئة أمناء مشايخ الجاوة:
في تاريخ 24 /2/1350هـ هـ صدر الأمر السامي بالموافقة على تعيين أعضاء أمناء مشايخ الجاوة، وهم كل من: حسين سمان رادان، مصطفى ا‏ندرقيري، عبدالله هاشم، نور قستي، جميل إسماعيل‏، عبدالله بوقس، محمد نور فطاني، زيني حسن، احمد أرشد.
وقد عمل أولاد الشيخ‏ محمد نور وأحفاده من بعده في مهنة الطوافة الى يومنا هذا، ولهم في ذلك جهود مشكورة.
جهوده العلمية:
 مؤلفاته:
1- كتاب (شرح الاسلام) كفاية المهتدي بشرح سلم المبتدئ (ويقع هذا الكتاب في 883 صفحة، ا‏لفه عام 1330هـ).
  وهو عبارة عن شرح لكتاب ا‏لفه جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني بعنوان سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي (في الفقه الشافعي).
2- كتاب (التحف المرثية): ويقع الكتاب في 520 صفحة. ا‏لَّفه عام 1351 هـ.
 جهوده في الترجمة:
الشيخ‏ محمد نور فطاني من أكثر علماء المسلمين إلماما بلغة الملايو تحدثا وكتابة وتعبيرًا وأسلوبا. وذلك الى جانب امتلاكه ناصية اللغة العربية نحوًا وصرفًا وبلاغة وتعبيرًا، وهذا ما جعل لمجهوداته في الترجمة صدى طيبًا في مناطق جنوب (شرق ا‏سيا، ومن أهم الكتب التي ترجمها الى لغة الملايو:
1- كتاب (الهدية السنية في العقيدة السلفية) من تأليف الشيخ‏ سليمان بن سحمان.
فقد تناول الشيخ‏ محمد نور فطاني هذا الكتاب وانكب على دراسته وفهمه واستيعابه ثم قام بعد ذلك بترجمته الى لغة الملايو.
وقد قامت الحكومة السعودية بطبع هذه الترجمة وتوزيعها مجانًا لطلاب العلم، وذلك تشجيعًا من الحكومة الرشيدة لأهل العلم والعلماء.
2- كتاب (سلم المبتدئ في معرفة طريق المهتدي) في أصول الدين وأهل السنة والجماعة.
3- كناب السلف الصالح في الفقه الشافعي. من تأليف جده العلامة الشيخ‏ داود فطاني. وقد استطاع الشيخ‏ محمد نور بما له من إلمام بلغة الملايو أن يقوم بترجمة هذا الكتاب القيم وذلك بموافقة الجهات المختصة برخصة المطبوعات في قلم المطبوعات وكانت الرخصة برقم 1313113، وتاريخ 01 شعبان سنة 1351هـ.
 جهوده في الطباعة والنشر:
قام الشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله بجهد طيب في العمل على طباعة بعض الكتب القيمة، وعلى وجه الخصوص الكتب التي ألفها جده الشيخ‏ داود الفطاني. وكانت تكاليف الطباعة على نفقته ونفقة أخيه الشيخ‏ عبدالله بن محمد فطاني.
والكتب التي قاما بطباعتها هي:
1- كتاب (ورد الزواهر لحل ألفاظ عقد الجواهر) علم توحيد أهل السنة والجماعة، المؤرخ عام 1326 هـ نمرة 8 والكتاب من تأليف جده الشيخ‏ داود الفطاني. وقد تمت طباعة الكتاب في عام 1332 هـ في 234 صفحة. وكانت الطباعة في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة.
2- كتاب (هداية التعلم وعمدة العلم) من مؤلفات جده الشيخ‏ داود. وقد تم طباعة الكتاب في عام 1312هـ في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في 173 صفحة.
3- كتاب (فتح المنان) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتم طباعة الكتاب في 091 صفحة. وكان ذلك في المطبعة الأميرية بمكة المكرمة في عام 1330 هـ.
4- كتاب (كتر المتين على حكم ا‏بي مدين)، وهو كتاب ترجمه الشيخ‏ داود فطاني. وقد تم طباعة هذا الكتاب على نفقة الشيخ‏ محمد نور فطاني عام 1328 هـ في 301 صفحات.
كتاب (قصة النبي يوسف عليه السلام) وهو من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني. وتمت طباعته في 52 صفحة وذلك عام 1326 هـ.
5- كتاب (مناسك الحج والعمرة وآداب زيارة المدينة المنورة وفي كيفية أداء حجة الإسلام). من تأليف الشيخ‏ داود فطاني، وتمت طباعته في عام 1330هـ، وجاء في 13 صفحة.
6- كتاب (الصيد والذبائح) من تأليف جده الشيخ‏ داود فطاني وكانت هذه هي الطبعة الثالثة وتمت في عام 1322هـ في مطبعة مكة المكرمة وجاء الكتاب في 13 صفحة.
7- كتاب كفاية المهتدي / الناشر دار الفكر الإسلامي الحديث, 2000
كتاب تنبيه الغافلين مترجم بلغة الملايو للناشر تون قورو حجي محمد ياسين ما ليسيا
 مكتبة لبيع الكتب:
كان للشيخ‏ محمد نور فطاني رحمه الله مكتبة بالقشاشية في دهليز داره في وادي سيدنا إبراهيم لبيع الكتب وكانت تسمى (المكتبة الفطانية بالقشاشية) وتبيع  كثير من مؤلفات علماء الدين ومن مؤلفات الشيخ‏ داود عبدالله فطاني الشيخ‏ محمد إسماعيل‏ فطاني ومن مؤلفات الشيخ محمدنور وترجمته. وكانت تطبع هذه المؤلفات في مطبعة الميرية المحمدية، وبعد دخول الحكومة السعودية أصبحت تطبع في مطبعة الحرمين بحي سوق الندى بجدة كما طبعت في سنغافورة و في القاهرة ولدى المكتبة الوطنية القديمة في مطبعة التراث القديم.
 مكتبته الخاصة: كما توجد في داره مكتبة خاصة له بها كتب قيمة ومخطوطات نفيسة ومحفوظات له ومؤلفات بخط يده عن القضاء والعقيدة وعلم الفلك والإنفاق والقراءة والحجاب، ولم تطبع؛ لانشغاله في القضاء وعضوية رئاسة القضاء (هيئة التمييز) الى ا‏ن وافته المنية. كانت المكتبة المذكورة في داره بالقشاشية، الى أنها احترقت بالكامل أثر نشوب حريق فيها بتاريخ 1/ 10/ 1402هـ، والحمد لله على ما شاء وقدّر.
 وفاته: أصيب رحمه الله بمرض الفالج، دام ثلاث أيام وتوفي على أثره في عام 1363 هـ بمكة عن عمر يناهز ثلاث وسبعين سنة، وشيعت جنازته الى المسجد الحرام، وصلى عليه ألوف من المصلين، ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة رحم الله جدنا رحمة واسعة.
النهاية

B محمدنورمحمداسماعيل

في تاريخ عائلة ال فطاني سيدات فاضلات كن سندا لازواجهن فأحسنوا تربية ابنائهن وحفظوا لاجدادنا تراثا ومجدا لاننساه نحن الورثة لافعالهم الخيرة. سيدة نساء آل محمد بن اسماعيل فطاني هي خديجة بنت محمد بن اسماعيل فطاني وهي نجمة ظلت تحتل المكانة العالية لدى والدها وابنائها والآل اجمعين ، انها خديجة الابنة الثانية للعالم الجليل والمطوف القدير الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني، ولدت في زقاق الصوغ بحي القشاشية ويحتمل ميلادها اوائل عام 1300هـ وكتحليل مني حيث لاتتوفر لدي ولا لدى الكثير مما استعنت بهم في هذا المجال ومقارنة بميلاد اخيها محمدنور فقد كان في يوم الجمعة 1290هـ وولد بعده امين وكلثوم فهي الابنة الخامسة بين اخوانها ابناء والدها الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني وايا كان تخميني لتاريخ ميلادها صحيحا فقد ولدت خديجة مشرقة عليها نور حيث كانت تميل الى البياض الهاديء وكانت ملامحها تحمل ملامح امها على الاغلب امنة فرج المصرية التركية الاصل التي تزوجها جدنا بعد عدة مرات لم يكتب له منهن الابناء واراد الله ان تكون آمنة فرج سعيد الفيومي مصدر خير لجدنا فقد كانت ولادة بدأت بالابن الاكبر عبدالله ثم محمدنور ثم امين ثم كلثوم وجاءت خديجة بعدهم تحمل صفات وملامح من الملامح والصفات الجميلة فقد كانت ملامحها تميل لى الملامح العربية اذ تحتوي على عينين واسعتين وانف عالي جميل ووجها ممتليء وانها تحمل صفات الجدة الحنونة الحازمة مع بناتها وابنها الوحيد محمود صالح فطاني والتي ولدت كما اتوقع في مسكن والديها في زقاق الصوغ بحي القشاشية حيث انه البيت الذي تربى فيه والدها منذ صغرها وكان والدها طالب علم يسعى للدروس الدينية وتحصيلها من علماء مكة وعلى رأسهم الشيخ داود بن عبدالله وبعد وفاته رافق الشيخ عبدالقادر ابن خالته حتى اصبح محمد بن اسماعيل محدثا يحدث في باب السلام ويلقي العلوم الشرعية على طلابه من ابناء الحجاج القادمين للحج والمهاجرين المقيمين بمكة لطلب العلم، وكان الشيخ محمد بن اسماعيل من كبار مطوفي حجاج فطاني وماليزيا ، وتلقت خديجة من والدها العلوم الشرعية وحفظ القرآن الكريم وتعلمت من والدتها امنة فرج فن إدارة البيت والطبخ وكانت هي واختها فاطمة وكلثوم نجمات بيت ابوهما.
وكان يعمل مع والدها الشيخ صالح بن زين العابدين فطاني وهو من طلاب العلم ويعمل معه في شئون الحج والحجاج فتقدم صالح لخطبتها وهو كما يقال ايضا والده كان احد علماء الدين واسمه زين العابدين واشتهر باسم (دين)، انجبت خديجة له نفيسة ثم انجبت بعدها كلثوم ثم انجبت جواهر ثم انجبت له محمود، ولما توفى والدها عام 1333هـ وتخلى اخيها داود عن الطوافة اختيرت خديجة لتكون المطوفة للحجاج بأسم والدها وبرعاية شقيقها محمدنور فطاني الذي كان يصرف لها مخصص الطوافة السنوية لتكون مصروفا لها، وخلال سنوات عمرها زوجت ابنتها كلثوم الى الشيخ عبدالرحمن ابن اختها فاطمة التي تزوجت من وان داود. ولدت ابنها صالح عبدالرحمن داود فطاني وبعد عدة شهور توفيت ابنتها كلثوم وتركت ابنها صالح فتولت جدته خديجة تربيته وتعليمه في مدارس مكة المكرمة التعليم الاولى ولما حلت الحرب العالمية الاولى وانتشرت فواجعها في المجتمع المكي قام محمدنور شقيقها الاكبر الموجود في مكة المكرمة فارسل اهله كلهم وعلى رأسهم اخته خديجة هي وبناتها وابنها محمود وحفيدها صالح الذي تولت كفالته وتربيته وتعليمه التعليم الاولى فسافرت خديجة الى ماليزيا ونزلت في ترنقانوا في كلنتن وزوجت ابنتها نفيسة الى يحي بن عبدالله فطاني ابن خال نفيسة كما تزوجت جواهر من ابن خالها عبدالغفار بن محمدنور فطاني ثم انتقلت خديجة الى فطاني وسكنت في مدينة كرسيك ودرس خلالها ابنها محمود في مدارسها حتى تمكن العمل كمدرس للغة العربية والقرآن ليكون لهم مصدر رزق، ولما توقفت الحرب العالمية عادت خديجة الى مكة المكرمة بواسطة بواخر الحجاج الفطانيين مصطحبة معها ابنها محمود وحفيدها صالح بن عبدالرحن بن داود فطاني، واسكنها اخوها في البيت الصغير في الدور الاعلى للبيت حيث يحتوي على مجلس وخارجة وحمام ومطبخ، وكانت خديجة موضع اهتمام اخيها محمدنور كما كانت موضوع اهتمام ابنها محمود الذي توظف مدرسا بمدارس الفلاح ويشارك في مصروف امه ثم زوجته امنة التي تزوجها وهو في العقد الثاني من عمره، وكانت امه خديجة تشجعه على طلب العلم وطلب الرزق الذي كان في ذلك الزمان صعب وقليل، وكانت زوجته امنة معينة له على طلب الرزق وكان يساعدها على طبع المدورات (غطاء الرأس للنساء) وتخيطه وتبيعه.
خديجة واخيها داود: كان داود بعد ان سافر مع عائلته الى ماليزيا استهوته المعيشة هناك وتزوج من فتاة فطانيه واستقر به المقام في كلنتن وانجب ابناءه وبناته ولكنه خلال سنوات عمره تعين له السفر الى مكة للحج فكان ينزل في بيت اخته خديجة ويستأنس بها، وكان للشيخ داود رحمه الله رأي حيث كان يعترض على وضع المشيخة التي كان يتقاضى منها سنويا رسوم من مشيخة الجاوة بصفته ابن المطوف محمد بن اسماعيل فطاني وكان نظام الطوافة يعطي لذرية المطوف بعض من الارباح السنوية كمخصص واستمرت الاعانة تقدم للشيخ داود حتى صدر قرار من الجهة المختصة بايقاف الاعانات عن ابناء مطوفي الحجاج الا لمن يحمل الجنسية السعودية وان يكون مقيما بمكة المكرمة وكذلك الحال مع ابناء الشيخ عبدالله بن محمد بن اسماعيل فطاني وهم محمد كامل وميمونة وحفصة المقيمين في ماليزيا ولم يرغبوا ان يتنازل عن جنسيته الماليزية وكان الشيخ اسحاق بن وان داود وهو وامه فاطمة بنت محمد بن اسماعيل وابوهم وان داود كان طالب علم في مكة ويعمل مع الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني وكان الشيخ اسحاق بن وان داود يعمل بماليزيا بمهنة المحاماة طليق اللسان وثقافته عربية حيث درس في مكة لمدة بضع سنين قبل ان يسافر الى ماليزيا فكان يأتي للحج والعمرة ويسكن في بيت خالته خديجة فكانوا يسعدوا بلقاء اختهم خديجة ويسكنوا في شقتها ويناموا في خارجيتها مستأنسين باللقاء يسعدوا بلقاء اختهم خديجة ويسكنوا في شقتها ويناموا في خارجيتها مستأنسين باللقاء مع الشيخ محمود صالح فطاني وابنه فاضل وكامل وابناء اخته نفيسة زين العابدين وفيصل وبحضور صالح حفيدها وعبدالعزيز ابن ابنتها جواهر، وكان ابنها محمود يرتب خدمات استضافتهم لتقوم زوجته امنة اعداد وجبة الغذاء والعشاء ويقوم ابنها كامل بعض الاحيان المساعدة في اعداد مكان السهرة في الخارجية ومباشرة الشاي والماء ويشاركهم النوم بالخارجة حيث الجو ربيعي مع ابن اختها اسحاق واخيها محمد رشيد ويقضوا السهرة في الحديث العائلي. كما كان ابنها محمود صالح يسعد بمحاورة والدته والحديث معها وينصحها بتخفيف مرات الوضوء وتأكيد غسل الاعضاء عدة مرات وسوسة منها في تحسين امور الوضوء وكان حفيدها صالح عبدالرحمن يسكن معها في شقتها، توظف صالح في المحكمة واصبح هو الذي يصرف عليها منذ ان عاد معها من ماليزيا وكانت الجدة خديجة تجيد الطبخ وتحب ان تأكل من صنع يديها ولكن كنتها امنة وبنتيها نفيسة وجواهر يساعدانها بعض الاحيان عندما تقدم بها السن.
، ودارت الايام وكبرت الجدة خديجة واشتاقت يوما السفر الى المدينة لزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلام عليه، فطلبت من ابنها محمود ترتيب ذلك فسافرت برفقة امنة زوجة ابنها محمود وبرفقة فاطمة اخت آمنة وهي شابة واخذوا معهم الابن نائل ابن محمود وهو في سن السادسة او السابعة وكان كثير الحركة والنشاط وكان السفر الى المدينة يستغرق اكثر من نصف اليوم فنزلوا للاستراحة في قرية في الطريق ويتناولوا طعام العشاء ويصلو الفريضة فقامت الجدة خديجة لتصلي فطلبت من نايل ان يذهب للقهوجي ابن القرية التي نزلوا بها ليسأله عن القبلة فكان عند حركته وكان حافيا فلدغته عقرب عند باب الاستراحة وتوفي نايل بعدها بساعات قليلة من لدغة العقرب وحزنت جدته كثيرا عليه اذ كان يسليها ويحاكيها كثير وحزنت لفراقه وظل هذا الحزن مدة طويلة من عمرها بعد سفرة المدينة ولما ولد للشيخ محمود ابن جديد وبلغ من العمر بضع سنين وكانت تتخيله انه ابنها الذي توفى بالعقرب وكانت تتذكره جدته وتبكي عليه وتغني له (برهوم برهوم حاكيني) وهي تلك الاغنية التي صادفت موت ابنها نايل يرحمه الله. 
وفي شهر رجب من عام 1376 هـ توفيت خديجة بنت محمد بن اسماعيل فطاني بمكة المكرمة بدارها في القشاشية عن عمر يناهز ال 75 عاما تقريبا فحزنت العائلة عليها وبكينا جدتنا خديجة الحنونة المكافحة في حياتها والتي كانت تحمل سمات عربية اكتسبتها من امها المصرية الاصل وكانت هي المطوفة للحجاج باسم والدها الشيخ محمد بن اسماعيل فطاني والتي اسندت اليها بعد وفاة اخيها الشيخ محمدنور فطاني وتخلى داود عن الطوافة لسفره الى ماليزيا.
رحمك الله ياخديجة واسكنك فسيح جناته وكنت ولاتزال ذكراك محط ذاكرتنا وذكرياتنا السعيدة معك في ظل حنانك وطيبة قلبك وكريم طباعك - رحمك الله وجعل الجنة مثواك وان يجمعنا الله بك في مستقر رحمته.

F خديجة محمداسماعيل

الابن الثالث للشبخ محمد ين اسماعيل توفي عام 1328توفي صغير وليس له اولاد

C محمدامين محمداسماعيل

الشيخ داود هو الابن السابع للشيخ محمد بن اسماعيل فطاني

G داوود محمد اسماعيل

فاطمة البنت الرابعة للشيخ محمد بن اسماعيل فطاني  ومتزوجة من وان داوود ولها منه عبدالرحمن،اسحاق

D فاطمة محمداسماعيل

اسمه ونسبه : هو الشيخ عبد الرشيد بن محمد إسماعيل فطاني. 
النشأة والأسرة: هو الابن الثامن والوحيد للشيخ محمد بن إسماعيل فطاني العالم الجليل من زوجته الثانية نيء ماس بنت داتؤ سراي بادوك من ولاية ترنقانوا وهي عائلة كريمة ذات مركز مرموق في ترنقانوا. حيث عرض عليه والدها ان يزوجها  بنته  على سنة الله ورسوله اعترافا بموقع الشيخ محمد بن إسماعيل الدينية والاجتماعية بترنقتنوا والسعودية 
المولد والنشأة: وُلد الشيخ عبد الرشيد في إحدى قرى ولاية ترنقانو كلنتن الماليزية، في 26 نوفمبر 1912م، ونشأ وتربى في كنف أسرة والدته بعد ان عاد الشيخ محمد بن إسماعيل الى مكة عام 1912م فقامت والدتة بتربيته في بيت ابيها تربية دينية ووفر له جده المربيين والمدرسين الاكفاء.
حياته الاجتماعية : تزوج عبد الرشيد من السيدة نيء شيء ماس من ترنقانو وانجبت له ثمان من الاولاد تربوا في كنف ابيهم بترنقانوا.
التعليم والمهنة: تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته. بعد إتمامه المرحلة الدراسية، انخرط في العمل الحر في مجال التجارة، واستمر فيه حتى تقاعده.
الوفاة: توفي الشيخ عبد الرشيد -رحمه الله- إثر مرض ألمّ به في 30 نوفمبر 1976م، ودفن بمقابر بنقول كوتا باروا في كلنتن.
وله من الأبناء ثمانية , شمسية، زينب ، ام هاني، عبدالرحيم، زايدة، قمرية، امينة، سحيمي

H عبدالرشيد محمداسماعيل

tale_edited.jpg
bottom of page